وسادة الراعي

وسادة الراعي
مدونة الشاعر: مفتاح العماري

الأحد، 9 أبريل 2017

مشرق الغانم " كيف لي أن أغفو ثلاثين عاما "


                                                                                                                                        مفتاح العماري


الشاعر : مشرق الغانم 
من رسومات مشرق الغانم 











" كيف لي أن أغفو ثلاثين عاما "




     الليلة البارحة تذكرت صديقي الشاعر العراقي مشرق الغانم . انقضى قرابة ربع قرن على هجرته إلى الدنمارك ، والتي خطط لها بتكتم شديد ،  ومثابرة شرسة  .
  وصلتني منه بعد هجرته بوقت قصير بطاقات بريدية ، ضمنها وبسخرية  مرحة  شيئا من تفاصيل حياته الجديدة في غربته .
 ثم تقطعت السبل .
    التقينا مصادفة خلال أيامه الأولى بطرابلس ، عندما كان يبحث عن مأوى آمن له ولأسرته الصغيرة . وطيلة السنوات الثلاث التي جمعتنا بدا شهما ومكابدا في صمت ، كما لو أنه يخطط لحياة أخرى .
  كان في اللحظات التي يشي فيها ببعض مخاوفه قلقا على مستقبل طفله الوحيد " وجد " .
   وحتى إن باح ببعض أسراره ، لكنه لا يفضي بها إلا كإشارات لمّاحة ، وماكرة بذكاء حاذق ، عليك أن تعمل حدسك لكي تفكك شفراتها .
     في طرابلس عمل مخرجا صحفيا في أكثر من مطبوعة ليبية .
 كان رساما ، وشاعرا عنيدا يعامل نصوصه بكثير من القسوة والتقشف . متهيبا يمرر قصائده دونما اهتمام  ، كما لو أن وطأة الخيبة جعلته لا يعوّل كثيرا على القصيدة  . ليبدو كمن يتنصل من جريرة خياله .
   مرات يروق له أن يقرأ  بعض شذراته في جلسات خاصة ، بتواضع كبير دونما ادّعاء .   
   قلت الليلة البارحة تذكرته .
لست أدري كيف طافت صورته في ذهني . وضعت أسمه على محرك بحث الغوغل . ولكم كانت الفاجعة كالصعقة عندما علمت بأنه ، ومنذ عامين  قد رحل ، رحل مرة أخرى ، لائذا بهجرته الأخيرة إلى عالم الأبدية  .


___    قصائد قصيرة للشاعر : مشرق الغانم

"  كيف لي أن أغفو ثلاثين عاما *
وأصحو على وقع قامتك
وأراك مثلي
جالسا في حانة نائية وتسألني عنّي ... "

**

" أيها الجمال
اتكئ قليلاًً إلى الخلف
كي أسدّد إليك ضربتي "

**

" ماذا أصنع بهذه الخيبة
تأكلني ...
وينهشني الظلام لصق المقبرة "

__
عمّان 12 نوفمبر 2016
من قصائد للشاعر مشرق الغانم  . عن موقع " جهة الشعر "
http://www.jehat.com/ar/Antolojya/AlshearAljadeed/iraq/Pages/alganem.aspx