وسادة الراعي

وسادة الراعي
مدونة الشاعر: مفتاح العماري

السبت، 4 يونيو 2016

أنا في البيت

                                                                                                                                           مفتاح العمّاري



___________  أنا في البيت

 هنا يمكننا صناعة حديقة من بضع كلمات.
 هل تفهم الآن لماذا لا أمتلك  قطعة أرض مغطاة بالأعشاب والأرانب والألعاب.؟
ليس بالضرورة مغادرة الغرف، وفتح النوافذ، لكي نرى الله .
لهذا اقترحت على نفسي المزيد من الصمت.
لأن الكتابة تستدعي طقسها، تظل الكلمات محض إصغاء لما لا يُرى أو يُشدّ بغير الفراغ نفسه؛ الذي نحسّ به كلما ظفرنا بتحقيق المتع، تلك التي يتعذر ترجمتها عندما يتحول الصراخ إلى طغاة بارعين في تلغيم المستقبل .. 
إلى موسيقى مارقة تستمد نصف حكمتها من تعاليم الغاب.
لأن الكتابة أحيانا مرادف للتنقيب عن كوكب ضائع؛ كان على الكلمات أن تتوغل أكثر في تأكيد المتاهة .
 أجل من بضع كلمات فقط، يمكن بناء منزل من طابقين، واستضافة امرأة، والسفر إذا شئت .
 لعلّي بذلك أحظى بنصف حلم طالما كنت فاشلا في العزف على الكمان، كما أخفقت في الرسم والنحت، وتخليت بأسى في إحدى ثكنات درنة، عن رأس من حجر بحري لأميرة ذات وجه لم يكتمل .
**
 ما من حقيقة إذاً يمكن تأكيدها ،
 ما من منطق أو تماسك ، أو نسيج ،
طالما ثمة لغات في هذا العالم تنتظر الخلاص .
**
     في أفضل الأحوال سنختفي بأنصاف ثياب وأسماء ومفاهيم . هذا ما كان على القصيدة سواء كانت نظما أو نثرا .........  " وهنا انقطع التيار الكهربائي لأغرق في الظلام . كانت الساعة الثامنة من مساء يوم الجمعة 20 مايو .

    شرعت  في البحث عن بقايا شمعة ، مهتديا بولاعة السجائر ، أسحب أدراج دولاب المطبخ ، أدراج الكومدينو ، أدراج الأنتريه ، أدراج الفاقة ، وحين فتحت  أدراج الذاكرة . استأنست أخيرا بابتكار فتيلة زيت لم تصمد طويلا على مقارعة ليلة حالكة.
    بعد أن طردتني كآبة الشقة وتلك الظلمة التي لا تُفسّر، لجأت إلى حيث كان البشر مثل الصراصير في ليل عفن .
 مشيت وحدي لا الوي على شيء .
مرة أخرى : 
في الشارع؛  أنا هذا الألم الذي يتسكّع .