وسادة الراعي

وسادة الراعي
مدونة الشاعر: مفتاح العماري

الثلاثاء، 5 يوليو 2016

شذْرات

مفتاح العمّاري 



شعر : مفتاح العمّاري

_____________ شذْرات

لأسباب غامضة
تحوّل المغنّي إلى جزّار
والطبيب صار قائد مليشيا
وتاجر المخدّرات شيخا بلحية أممية .
**
لم يعد لدينا ما نخاف لأجله
فقدنا أصواتنا في الحرب
وخبزنا في المآتم
ورقابنا في الفوضى
نموت طيعين
مثلما علّمتنا البنادق .
**
البنادق نفسها التي التقطنا معها صورا في الربيع
تصوّب سبطاناتها نحو صدورنا .
**
 أن تصغي للألم
لعظامك وهي تتكسر
وقد عجزت تماما عن تدبير ممر آمن للنوم .
هذا وطنٌ لا يطاق .
**
كل ليلة أرقص الحلم نفسه
وأستخلص من زهرة عبّاد الشمس
المادةَ النادرة التي تصنع الموسيقى .
فقط ، لكي أعقد صلحا مع السرطان .
**
طالما لم تخذلني الأوتار الرحيمة
ولا الرؤى الجديرة بإطلاق الموسيقى في الليل
وأن جسدي
لن يتخلّى عنّي وقت النوم
: أنا أحبّكِ .
**
صديقتي نامت وهي تقرأ
غلافي الجميلُ يحلم على صدرها الآمن .
: أنا كتاب .
**
فيما أكثر من كتاب يبحث عني
لاحظت الفرق بين وحشٍٍ وقصيدة .
**
وحدها لغة ثرثارة
تفتح فمها الميت
فمها الذي يمضغ التاريخ ويجترّ المتاهة ،
لتهب الكلب سبعين اسماً .
**
إكراما للظل
أقترفُ المزيد من الصمت
لأرى عن كثب
الأحلام الصبورة التي طبخها المعرّي
على مواقد العزلة
وتركها تتغلغل بهدوء في مسام اللغات .
**
ربّما بفضل الحماقة وحدها ،
لا حكمة الصبر ،
تصالحتُ مع الألم .
_
م . العمّاري

طرابلس . خريف / شتاء 2015