وسادة الراعي

وسادة الراعي
مدونة الشاعر: مفتاح العماري

الجمعة، 12 يونيو 2015

كلب عجوز ينبح لتقديم نصيحة



مفتاح العمّاري

" كلب عجوز ينبح لتقديم نصيحة " *  



كأي يوم  مهمل  
" كلب عجوز ينبح لتقديم نصيحة "  
هكذا ..
أشير تحديدا إلى الجهة المتسخة بالبلغم وطبقات النيكوتين
النافذة  المكسورة في قلبي
إلى شرفات طرابلس وهي تختنق بسحب الدخان المتصاعدة من خزانات النفط التي دمرتها القذائف.
هكذا : كلب عجوز في غرفة نازحة  
بطريقة صبورة يكتب : ثلاث نملات تعبر كتابا
حيث لن تكون سيرة الجندي متسامحة أبدا
 طالما أفكر في الكلمات كمعركة ضارية  بين قبائل شرسة
وأيضا ، يا للمفارقة :  كطوق نجاة لهزيمة السرطان
لهذا
أنا عاشق سيء
 وشاعر مخل بتعاليم جنرالات العروض
ومتفائل جدا ، ليس بإزاحة التخلّف عن كاهل المخيلة
فقط لأن الشاعر ، لا الجندي :
 من سيغافل الموت المتربص باللغات
 ليعود أخيرا من ميدان الشهداء بباقة ورد
وحكاية تمجّد صانع الفخّار وهو يبتكر بيوتا آمنة لرعايا الفراغ 
 لأن الماء دونما جرّة متقنة ، وحش أعمى
يهب الطين جسد أنثى بخاصرة رقراقة ، وعنقا يُسافر ، ويدين رحيمتين
 أعني صانع الفخار ، المنسي في ضجيج الحرب .
لأن الماء أيضا صنوّ النار
يكون حيوانا ضاريا وحقودا
 إذا تركنا عرائش العنب  تجفّ وحيدة ،
هكذا
كلما أضفنا مشنقة ، نخسر شجرة
كلما أقمنا سجنا ، تختفي حديقة
وهكذا
 كأي يوم مهمل
" كلب عجوز ينبح لتقديم نصيحة " .
___ 

*العنوان : مثل صيني قديم .