وسادة الراعي

وسادة الراعي
مدونة الشاعر: مفتاح العماري

السبت، 20 سبتمبر 2025

فقط أريدكِ حبيبتي

 مفتاح العماري

 

جورجيا أوكيف (امرأة نائمة)، 1916

_____________

أريدكِ حبيبتي وحسب.

أعطيك كل غنائمي من رحلة الشتاء والصيف،

ومن تجاربي أفسح لك الحيزَ الخالي من العثرات،

كمتسع رحيم لفراغكِ الطيب.

ومن المشي أهبكِ دون منة القمر بدرًا،

وكل حصتي من فضّة النهار،

وما اقتطعته من جداول أحلامي الغاليات.

أعني الوقت الأثير الذي سعدتُ بتهريبه خارج الثكنات،

أو هكذا ظننت.

حيث لن يعود خيالي الكلبِ الوفيّ الذي يكتفي بهز ذيله وحسب؛

لأنه سيتبعكِ من قصيدةٍ الى أخرى.

ولا ضير إن تعبتْ مخيلتي من شدّة الطواف.

أو تعبتُ أنا الآخر، من التظاهر بالصمت والعمى.

ففي كل دورةٍ للماء خليةٌ متطرفة.

وفي كل سلام كبير، جزءٌ عظيم من نفاية الحرب.

اذ يحدث أن نتشاجر بين حين وآخر؛ ونغضب كحبيبين لدودين؛

لكيلا تتربّى الضغينة دونما رحمة.

وهذا أمرٌ عادي جدًا في سير المحبين؛

سواء في البيت الأبيض أو قصر فرساي.

ولأنك، لأمر ما تفضلين تقشير استعارات العشاق الخشنة.

ستحرسك أسناني طوال الليل،

فيما أمسح الغبار عما تبقّى من كتب تحت قدميك.

وأعتني بقطتك كأنها طفلتنا المدللة، أجلب لها الحليب

والعابًا بهيئة فئران طازجة.

فقط، أريدك حبيبتي.

_ _ _  

11 نوفمبر 2024