وسادة الراعي

وسادة الراعي
مدونة الشاعر: مفتاح العماري

السبت، 20 سبتمبر 2025

فريدا كاهلو*

 


____________

 فريدا كاهلو، حشدٌ من النمور تركض خارج

غابات المايا 

زهرةُ توليب يحرسها سربٌ من النحل

كمنجة بأوتار إضافية تتأهب لاستقبال الربيع

تسلبكَ عيناها كل ما تملك من استعارات

لتبقى كما هي: فريدا كاهلو؛

مشيتها فرقةُ مارش.

مستعمرةٌ صغيرةٌ من العصافير في شجرة برتقال،

جزيرةٌ بجناحين.

ساعة رمل مستعارة من سلفادور دالي.

قافلة سيرك من الغجر بهيئة امرأة.

مشية رامبو في رحلة العودة المحزنة من الحبشة الى مرسيلبا.

فريدا التي بدافع الحب تمضي قُدمًا في عنفها؛

تبني العالمَ وتحطمه بالألوان.

صرخاتٌ مكتومة لطفلة تُغتصب في كنيسة.

أثرُ خريفٍ سكران تكنسه عاصفة.

جمالٌ مُحطم لعبوة ناسفة في ملهى ليلي.

 

تكتب لدييغو: " أريد أن أرسمك،

ولكن ليس هنالك من ألوان.

لأن الكثير منها موجودة في حيرتي."

هكذا هي:

مرّة تشبه حكاية السندريللا 

أو الدجاجة التي تبيض ذهبا. ومرة

قساوة العائلة المقسومة على أربعة فصول.

طريق مترنحة الى المجد بقدر كبير من الفوضى.

ميراث غامض لجسد أعرج تطارده غابة.

نظرة مشككة في براءة المستقبل،

كالتخلي عن الكلام، وحشد المزيد من الألم

لبناء عاصفة من العيون التي تستنكر.

 

حين تغضب

سيبدو النوم غبيًا كمشروع للهرب؛ غبيًا وخانعا؛

طالما يكفيها اللجوء إلى ما هو أكثر فعالية

من سكاكين المطبخ في البيت الأزرق.

لأن القوةَ أن تكون اعزلا،

كجرح لا يكف عن النزيف.

فكانت المعضلة التي حيّرت كبار المحاربين.

وحلقة الوصل بين بريتون وتروتسكي.

واللحظة شبيهة النابالم.

من فرط ما كانت احشاء الخيال تتمزق؛

ما من شيء ينمو في الداخل غير العُواء.

 

لحظة دخولها الى قاعة الأوبرا

كما لو أن اعجوبة تمشي في ازياء الفراشة.

تثير نباهة كارلوس فيونتس؛ فيُصغي الى ضوضاء قلائدها واقراطها،

عوض الإصغاء لسحر الكونشيرتو

 

هذه هي العظمة التي ينتجها المرض، 

اعجوبة البسالة في القتال والألم والحب والعزلة.

عندما يتسنى لفراشة معطوبة تحطيم رجل بضخامة ثور.

أعنى دييغو ريفيرا، الذي علمها خلط الألوان الحارة.

كانت تحبه دونما سقف. حين تخاطبه كعاشقة:

" دييغو مرآة الليل.

عيناك سيوفٌ خضراء داخل لحمي."

وحين تختبر حبّها له؛ ستتمرغ كبهيمة بين رجل وآخر.

قد تتحوّل الى قبر ٍفي حديقة

وأكثر من عين ووجه ولدغات سامة

في عهدة قبيلة من الخواتم والقبعات.

 

وعندما تكتب يومياتها تدقُّ كل حرف باللون القرمزي.

فما اللغة سوى خادم مطيع لجلب المزيد من الحطب.

تبتكر لعبة الفرار الى الجسد،

حيث الأنثى والذكر وجهان لكلمة واحدة.

أو هي الشهوة تخلط بين الصدر والقفا.

تهمس لجاكلين بريتون:

" سأواصل الكتابة لك بعيوني."   

ولدييغو تقول:

" غيابُك يزهر مرتجفًا في ضجة الساعة."

_____   

مفتاح

* كتبت على هامش يوميات فريدا "نسخة منقحة"

طرابلس/ 9 ديسمبر 2021 

من قصائد: "حكايات تجعلنا نخجل"