مفتاح العمّاري
تجليات
تجربة الشعر المعاصر في ليبيا*
".......أسماء كثيرة برزت خلال عشرية السبعينات.
القلة فقط هي التي صمدت نصوصها متحررة من أوبئة التقليد الأعمى. وهذه القلة لم تشكّل
تيارا شعريا، بل اتسم مسارها بتجارب شعرية منفردة، تتميز باختيار الجملة الشعرية ذات
الإيقاع الموسيقي المحمّلة بشفافية وجدانية حارة ذات الرصانة والسبك لدى، محمد الفقيه
صالح، سلسة وحميمة وسريّة لدى الجيلاني طريبشان، وغنائية حالمة في شعر السنوسي حبيب.
لكن ثمة أسئلة كثيرة تثيرها التجربة الشعرية في السبعينات: ماذا قدّمت في سياق لحظتها ضمن التجربة الشعرية العربية بوجه عام. وأين موقعها؟ وهل شكّلت علامة لها مميزاتها، وخصائصها، وسماتها الذاتية.
واستطرادا؛ لماذا وقفت هذه التجربة في الغالب
عند حدود القبول والتلقي؟ لتخضع لفعل الامتثال
والتأثر. بحيث توقفت شهرتها إقليميا، ولم يبلغ صداها المركز، وباقي أطراف المحيط؟ أسئلة
كثيرة تثيرها تجربة هذا الشعر البائس، الذي تقاطر شعراؤه إلى المدينة، بسحنات بدوية
وريفية، معفرة بغبار القرى، والواحات الصحراوية. ثم لا شيء في جعبة الذاكرة، سوى بعض
الفتافيت لسيرة محزنة، مشمولة بمكابدات التشرد والعزلة.
_______
*
مقتطف من: (تجليات تجربة الشعر المعاصر في ليبيا)
ضمن محتويات
كتابي: فعل القراءة والتأويل
الدار الجماهيرية
للنشر والتوزيع والاعلان
الطبعة الأولى:
( 1996)