وسادة الراعي

وسادة الراعي
مدونة الشاعر: مفتاح العماري

الأحد، 26 يوليو 2020

أكثر من قصيدة



 

_________  أكثر من قصيدة في إناء معطوب


هامش :
بقدر ما تستمر الاشتباكات في خلخلة الليل لم يعد النوم ممكنا. كان علينا؛ وقد أمسى الفراغ ضارا الحرص على إقفال النوافذ والتحايل على خوف الأطفال بقليل من الموسيقى التي تتيحها قنوات التلفزيون هذا عندما تكون الكهرباء رحيمة.... عدا ذلك سنقول أي شيء على سبيل الثرثرة الكفيلة بامتصاص ما نشعر به من غبن. طالما لا شيء يقينا من الموت غير اللجوء إلى افتراض حكاية ما تنتخب الخيال وحده لإدارة الأزمة .

()




كان على القصيدة تحويل الأصوات
إلى أمواج ونوارس
إلى أشجار طيبة وحقائب سفر
إلى أطفال في حديقة بيت دافئ
إلى شتاء آمن  ونيران رحيمة
إلى أصدقاء يكفي أن يحضروا في أيام الأعياد
إلى أم طيبة
وإلى وطن.
**

طالما هي تنبح
تظن أنها ستملأ الفراغ الذي تركته اللغات البائسة
مخذولة في خيالها
أمست تدرك أنها بلا مستقبل
الكلمات الأصيلة لا تفعل ذلك.
***

قبل الحرب:
كان أي شيء يفكر فيه الشاعر أو يلمسه
يتحول إلى كلمات؛
المطر الحالم،
وأنفاس الصيف الحارة،
والطرق على الباب
وانقطاع الكهرباء
وبداية العام الدراسي،
حقائب السفر
وقطع العملة المعدنية فوق الكومدينو
النوم على الكنبة وتجديد طلاء البيت.
***

القصيدة الفارغة
هي دائما نهمة
ونظرتها فاسدة مثل كلب ميت.
**
تلك التي تجعل الشاعر يتألم طيلة الدهر
أشك أنها قصيدة أصيلة.
____
طرابلس

16 أغسطس 2019