وسادة الراعي

وسادة الراعي
مدونة الشاعر: مفتاح العماري

الأربعاء، 6 ديسمبر 2017

مفتاح العماري.. شواهد من ذاكرة الجندي


كتب : عبد السلام الفقهي
لبوابة الوسط 

 من أجواء أمسية الشاعر مفتاح العماري (تصوير: عبد القادر الكانوني)




   استضافت قاعة عبد المنعم بن ناجي بدار حسن الفقيه حسن للفنون، بالمدينة القديمة بطرابلس، الثلاثاء، أمسية الشاعر مفتاح العماري، بمصاحبة الفنان بشير الغريب عازفا على العود.
وحضر الأمسية، التي نظمتها الجمعية الليبيى للآداب والفنون، عدد كبير من الأدباء والصحفيين والمهتمين بشؤون الفكر والإبداع، وفق ما كتب عبد السلام الفقهي.
وأدار الأمسية الكاتب رامز النويصري، وألقى فيها العماري باقة من نصوص مختارة تنوعت بين النثر الخالص والسرد التعبيري وقصائد الومضة، مستهلا جولته بنص «الألف» يقول فيه:

«أيها الألف 
شكرا يا معلمي 
يا معلم طفلي 
كيف تشطر الباء»

    وفي نص «ثكنات» يستعين الشاعر بذاكرته البعيدة لتصوير شواهد من رحلته كجندي، ساردا توابع تلك الرحلة المحنة بمثل ذاته المتمردة في صمت.
"عندما كنت من سكان الثكنات 
ماذا تفعل بكتاب أيها الأحمق  (يعنفك الضابط)* 
هناك فيما الأحلام تحترق ولاتترك رمادا 
فيما الظلال لا وجود لها إلا إذا كنت أعمى» 

    وتمضي همسات صاحب ديوان «ديك الجن الطرابلسي» إلى التحليق في فضاءات الخيال اللعوب كجسر يصلها بشفرة محاكات واقعها المأزوم وتقديمه في مشهد دراماتيكي حزين كما في نص «السفلة»:

"ليس كل الذين* هتفوا هنا 
أحفاد المختار
من تسلقوا شجرة الربيع 
من حملوا البنادق وكوموا الجثث والأيديلوجيات 
من حكموا خيال الشوارع بالرصاص»

   ثم في نص أخر بعنوان «كلب عجوز ينبح لتقديم نصيحة»، يقول:

«كأي يوم مهمل......................  **

حين مكثنا بجوار باب البحر*** 
ست سنوات رحيمة 
دائما نفس الاحترام للضيف 
نعطرالماء والقهوة والمناشف»

   ويقف الشاعر في أمسيته بين الحين والآخر عند بعض النصوص القصيرة والمكثفة، فيما يشبه الومضة كاستراحة أو منصة انطلاقة صوب مدخل شعري آخر :

"لا دخان 
لا ضحك 
لا شيء 
ومع ذلك جارتنا تطبخ».
___________  

مشاهد من أمسية الشاعر مفتاح العماري (تصوير: عبد القادر الكانوني)





___________  
الرابط http://www.alwasat.ly/ar/news/culture/161117/
لا يفوتني أن أشكر محرر الخبر الصديق الناقد والكتب الصحفي عبد السلام الفقهي، والشكر موصولا لبوابة الوسط ، ازاء اهتمامهما بالتغطية الخبرية لهذه الأمسية ، مع خالص التقدير والأمتنان.
* مع ملاحظة أنني فيما يتعلق بالمقتطفات الشعرية صوبت بعض الأخطاء التي يشار اليها بنجمة.
** فقط : الجملة التي في المطلع من قصيدة "كلب عجوز ينبح لتقديم نصيحة"
*** " حين مكثنا بجوار باب البحر...الخ. من قصيدة"الى طرابلس مرة أخرى".