وسادة الراعي

وسادة الراعي
مدونة الشاعر: مفتاح العماري

الجمعة، 18 ديسمبر 2015

سقف الليل (5)*

مفتاح العماري
فتاة ليبية . وليم كلارك ( 1857-1930)

سقف الليل
وأنتِ  ..
محض قرية تتفاقم
 ومحطة حكايات لا تأفل .
كنت فتية لاشكّ ،
وزوجة خائبة .
كنتِ توّاقة لا ضير ،
 لكنّ الأيام نهّابة لون
 وفشّاءة سرّ ..
و مرضعتك غدت حدباء ،
ووليّك صار أعشى  . .
 بينما أنت كما أنت  :
 الصبية التي تلبّي نداء نزوتها .

                **

يا لها حكاية فاضحة شهوتك تلك
التي لن يؤويها موت أو يكنسها دهر
 أو تردعها فاجعة . 

               *  *  
                            
 في المدينة تلك ،
كانت الثكنات طريدة اليافعين
الذين ركلتهم الفاقة بلا هوادة
إلى مزابل السوق .
كنّا ثلاثة فرسان
ننحدر بخفة بريئة من أكمام الجبال القاسية ،
 لا عاصم لنا سوى ما نقشه الأسى
على جبين أحلامنا البائسة  .. 
 كل خميس نصعد إلى منازل الذرى
مخفورين  بصراخنا ..
نتوق ببسالة إلى ما يقترحه الغيم
 وننصب الفخاخ  لبنات العواصم . 
يا لها وشم يضيء ربلةَ الساق
ويخطف رصانة الناسك ..
يا لها مرمر
يا لها سحر
يا لها تاريخ زاخر بالمسرات،
يا لها كواكب تهتزّ  .. وعروش تتبختر..
يا لها عطر صاخب، وحرّاس أوفياء
يا لها صفة ليل موشّى بحليب يسافر  .
يا لها فراغ آمن ..
يا لها براثن  وحش  ومآثر جوع نظيف ،
يا لها ألفة جنازة لمّا تحتفل بأعيادها ..
يا لها كلاب ومعاقل متع ..
يا لها أوطان سعيدة يطفر الضحك
من ظلمة زنازينها ..
يا لها وصف مستحيل لا يصاغ  ......
يا ........ 
لم يعد لها ثمة أين /
 لا أحد /
 لا موسيقى /
 لا قمر يسمّى ......... يا
لها أبناء  تأبطوا جمرها ../
 تأبطوا شرا وضاعوا  . 
إنها جريرتك  ..
 كل من أحبك لا محالة خاسر  .. 
وكل قصيدة تشير إليك
 ترسم حتفها .
___ 
الرملة 27 يناير 2002

*من قصائد المجموعة الشعرية : السلطانة .