وسادة الراعي

وسادة الراعي
مدونة الشاعر: مفتاح العماري

الاثنين، 17 أغسطس 2015

أبواب

مفتاح العمّاري

_____   يا أبوابها التي ..                   




 أيتها المستحمة بشمس الألفة ،
يا عطية الله ،
يا أبوابها التي بلون الحنين ،
 أدخلك مرة أخرى بلهفة العارف الذي شفه الوجد ..
 فكوني حنونة  يا حنونة ،  
ودعيني بعد غياب أستنشقُ بارود محبتك .ممددا قرب فمك .





أية كلمات  هذه التي تحترق ولا يبصرني رمادُها عارياً أُبعثُ من جديد ؟
الأصابعُ وحدها تعصر الليل ببطء، 
تستخلص الياقوت  من اختلاجة الندى على مساربك الدائخة
 حيث لا قبر سوى لذة النظر .
هكذا أعترف بالنار وما بعدها /
النار : وطن الحكمة ، جارة سرّتك الماكرة ../
فكيف لا أكون عبداً صالحاً للموت، من دون خطيئة تتحرر /
وكيف أكونُ جندياً إن لم تكوني غربتي  وتاريخُها ،
 ولمن أعزو أسري إن لم تعتقلني شهوتُك قبل الكلام .
فما تلك الغيمةُ سوى روح تائهة من سلالة بحر نائم في صحراء بعيدة .

(2)
أيتها الحكايةُ الطازجةُ في فم طفل يتهجّى لغةَ الحليب ،
حدثيني عن حلمي القديم ،
عن ذلك الذئب ، وقميص يوسف .
 أعرف أن الغابات البريئةَ ستنقرض /
 لهذا ، خيالي يتألم وقصائدي وحيدة .
فقط أرجوك أن لا تمدحي النفير الجريء  الذي كان جسدي ،
فلم أعد أراه كما كنت أحلم بالخيول الأصيلة
ولا تنظري يا حبيبتي طويلا إلى النجوم الجافة ، قلبي تحت قدميك
:  صرختي تغلي ،  وظلّي يختنق .
وحين أهديك نثرا  ، باركي جنون نثري  ،
 ورأفة بأمّي ،لا تسأليني  عن ذلك  الجندي الذي ضاع في حب الله /
فلم يبق شيء غير هذا السفر القصير ،
فلا تبكي كأنّي آخر اللغات 
ثمة من يتربّص بحيواناتك الأليفة ،
 ويكمن خلف شرفتك  مستمتعا ببخار خيالك .
لا تقولي : أن العالمَ بعدي ، سيفقد نكهةَ البحر .
احتفظي بهذه البلاغات البريئة للغيابات الأكثر حظا 
لستُ معنياً  بأعياد الموت .
نافذتي  كئيبة ، وجدراني ترتجف /
فقط ، حدثيني  يا حبيبتي ،
 منذ ثلاث سنوات  لم أسمع صهيلا أو المس رملا .؟
لساني يعود إلى فطرته ،
وقلبي يدخل في طور اليرقة .
¨    
_____________    
*من قصائد المجموعة الشعرية : مدوّنة النثر الليبي .