مفتاح العمّاري
_____ يا أبوابها التي
..
أيتها المستحمة بشمس الألفة ،
يا عطية الله ،
يا أبوابها التي بلون الحنين ،
أدخلك مرة أخرى بلهفة العارف الذي شفه الوجد ..
فكوني حنونة
يا حنونة ،
ودعيني بعد غياب أستنشقُ بارود
محبتك .ممددا قرب فمك .
أية كلمات هذه التي تحترق ولا يبصرني رمادُها عارياً
أُبعثُ من جديد ؟
الأصابعُ وحدها تعصر الليل
ببطء،
تستخلص الياقوت من اختلاجة الندى على مساربك الدائخة
حيث لا قبر سوى لذة النظر .
هكذا أعترف بالنار وما بعدها /
النار : وطن الحكمة ، جارة سرّتك الماكرة ../
فكيف لا أكون عبداً صالحاً للموت،
من دون خطيئة تتحرر /
وكيف أكونُ جندياً إن لم تكوني
غربتي وتاريخُها ،
ولمن أعزو أسري إن لم تعتقلني شهوتُك قبل الكلام
.
فما تلك الغيمةُ سوى روح تائهة من
سلالة بحر نائم في صحراء بعيدة .
(2)
أيتها الحكايةُ الطازجةُ في فم طفل
يتهجّى لغةَ الحليب ،
حدثيني عن حلمي القديم ،
عن ذلك الذئب ، وقميص يوسف .
أعرف أن الغابات البريئةَ ستنقرض /
لهذا ، خيالي يتألم وقصائدي وحيدة .
فقط أرجوك أن لا تمدحي النفير
الجريء الذي كان جسدي ،
فلم أعد أراه كما كنت أحلم بالخيول
الأصيلة
ولا تنظري يا حبيبتي طويلا إلى
النجوم الجافة ، قلبي تحت قدميك
:
صرختي تغلي ، وظلّي يختنق .
وحين أهديك نثرا ، باركي جنون نثري ،
ورأفة بأمّي ،لا تسأليني عن ذلك
الجندي الذي ضاع في حب الله /
فلم يبق شيء غير هذا السفر القصير ،
فلا تبكي كأنّي آخر اللغات
ثمة من يتربّص بحيواناتك الأليفة ،
ويكمن خلف شرفتك مستمتعا ببخار خيالك .
لا تقولي : أن العالمَ بعدي ، سيفقد
نكهةَ البحر .
احتفظي بهذه البلاغات البريئة
للغيابات الأكثر حظا
نافذتي كئيبة ، وجدراني ترتجف /
فقط ، حدثيني يا حبيبتي ،
منذ ثلاث سنوات لم أسمع صهيلا أو المس رملا .؟
لساني يعود إلى فطرته ،
وقلبي يدخل في طور اليرقة .
¨
_____________
*من قصائد المجموعة الشعرية : مدوّنة النثر الليبي .