وسادة الراعي

وسادة الراعي
مدونة الشاعر: مفتاح العماري

الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

ديك الجن الطرابلسي


مفتاح العمّاري





__________  ديك الجن الطرابلسي







 تذكرت وجهه
وجه أبي وهو يغادر معرفته الصغيرة ،
تتربّى بمقتنيات ذئب  ..
مضيفا  للنزاهة أفعال ثغاء  ،
وأدوات ذبح نظيفة .
تذكّرت بموجودات معاصي مبهجة ،
وشارات نحاسية لمّاعة من بعيد ،
وأوسمة قتال ،
وجه نديدي
الحافظ أسماء رعيته
أسماء رحيل وكلاب وفيّة .
أسماء جنود
تاهوا في حكايات بعيدة
أسماء غرف مكسوة بنسوة حسان
قريبات سرّ وخفاء مشرد
وصيفات لذائذ  ومسرّات ليل .
التَعِبَ ، بقامةِ حروب خاسرة ..
يمشي في شارع الرشيد
: كوكب أحلام
مداره امرأة وهّابة نار
وربّة ظل .
سعيدا يهتف :  إني أصطادك يا ابنة الريح .
وأحرسك بفمي الوحيد الذي
قال : المرأة مسافة الرجل
بفمي أمجّد ياءك :  سرّة المعنى .
فالياء صانعةُ ليل
هي بيتٌ ، واللامُ  وتد  .
والياء حرف ريح  ،
حمّالةُ ألوانٍ وصدى  .
**
رأيتُ كأنه يدنو بعلو
ترافقه مدينةُ بحر فاتنة
بهدوء يقبّل مسالك وجهها الحزين ،
ويهتف  :
أحبّ المطر بكؤوس نظيفة
وأغطية مرحة .

**
بعد غياب
 تذكّرت وجهه
وجه نديمي الذي
ببراعة لص محترف يفتح
أقفال اللغة النائمة
ويحطّم الأسماء .

كان واثقا من براءة يده
حين أشار إليّ ، وقال :
أنا ديك الجنّ الطرابلسيّ
-     كن شجاعا
أزوجك مخيلتي الوحيدة .

________
طرابلس صيف 1994
*مقاطع من قصيدة : ديك الجن الطرابلسي  .