مفتاح
العمّاري
__________ ديك الجن الطرابلسي
تذكرت وجهه
وجه أبي وهو يغادر معرفته الصغيرة ،
تتربّى بمقتنيات ذئب ..
مضيفا
للنزاهة أفعال ثغاء ،
وأدوات ذبح نظيفة .
تذكّرت بموجودات معاصي مبهجة ،
وشارات نحاسية لمّاعة من بعيد ،
وأوسمة قتال ،
وجه نديدي
الحافظ أسماء رعيته
أسماء رحيل وكلاب وفيّة .
أسماء جنود
تاهوا في حكايات بعيدة
أسماء غرف مكسوة بنسوة حسان
قريبات سرّ وخفاء مشرد
وصيفات لذائذ ومسرّات ليل .
التَعِبَ ، بقامةِ حروب خاسرة ..
يمشي في شارع الرشيد
: كوكب أحلام
مداره امرأة وهّابة نار
وربّة ظل .
سعيدا يهتف : إني أصطادك يا ابنة الريح .
وأحرسك بفمي الوحيد الذي
قال : المرأة مسافة الرجل
بفمي أمجّد ياءك : سرّة المعنى .
فالياء صانعةُ ليل
هي بيتٌ ، واللامُ وتد .
والياء حرف ريح ،
حمّالةُ ألوانٍ وصدى .
**
رأيتُ كأنه يدنو بعلو
ترافقه مدينةُ بحر فاتنة
بهدوء يقبّل مسالك وجهها الحزين ،
ويهتف
:
أحبّ المطر بكؤوس نظيفة
وأغطية مرحة .
**
بعد غياب
تذكّرت وجهه
وجه نديمي الذي
ببراعة لص محترف يفتح
أقفال اللغة النائمة
ويحطّم الأسماء .
كان واثقا من براءة يده
حين أشار إليّ ، وقال :
أنا ديك الجنّ الطرابلسيّ
- كن شجاعا
أزوجك مخيلتي الوحيدة .
________
طرابلس صيف 1994
*مقاطع من قصيدة : ديك الجن الطرابلسي .