مفتاح
العمّاري
_________ صورٌ كثيرةٌ للصداع
من لوحات كايل طومسون |
1
يبدأ رأسي من الداخل بطفولةٍ حارةٍ ،
يبدأ من النظرِ إلى الشارعِ الذي يمتد
طويلاً عبر شراييني المتربة
من اليدِ التي تعبتْ من البكاءِ في سيدي
عبد الجليل ،
لهذااغتاب اللغةَ وأضع هذه الأحجار والديدان
كطعمٍ لعصافير ذكية
ستغني في صباح ما ../
لكن ، وعلى الرغم من غطرسة صداعي المزمن
سأروي لكم كيف كان الليلُ يمضي ملطّخاً
بالهزائم
وأن الجنودَ الذين كانوا معي تبعثرت
أسماؤهم بين المدافن والثكنات
حكاياتٌ عظيمةٌ لم يبق من توقِها غير العناوين
رجالٌ جامحون استسلموا أخيراً لفخاخِ السكينة
لم يكن انتظارهم سوى فاصلة للموت .
**
سأروي لكم كيف كنتُ فتيّا أقشّرُ الصباحَ
منزوعا من الأرق
وخائفاً
أحمي نفسي من لدغة الريح قبل أن
تنفتح جروحُ النهار
كيف أتذكّرُ بصعوبة أسماءَ أصدقائي
عندما كانت تمطرُ بعيدا ،
أعني عندما انتهى الجراحون من استئصال مرحي
كيف كانت تبدو طرابلس
من الداخل حين ضاعت حقيبة أحلامي
هذه المدينة التي قالت لي : سوف لن يجدك
أحد وأنتَ تمشي
سأحدثكم عن وحلِها وليلِها وحنينِها
عن غبارِ شوارعِها ، و بناتِها المشغولات
بتنظيمِ حركةِ العواصف
عن كآبةِ أسّرتِها، وشراشفها المبقعةِ
بدماءِ الأحلام
عن حبيبتي موني التي انتظرتني كما لو كنت
عيداً ../
سأحدثكم عنّي عندما كابدتُ وحدي غطرسةَ
الموت
وكيف ظلتْ أوهامي تستغيثُ بمستقبلِها
كنت مخذولاً أنقّبُ عن رفاتِ صوري بين
الحطام ..
أجل سأروي لكم الحكاية التي تعذّر عليّ قبل
هذا اليوم
تأثيث أنفاقها ،
عندما لم أجد ما أفعله سوى اللجوء عنوة إلى
حبوبِ النوم
آه يا موني أين كانتْ هذه الرحمة التي
تطفرُ من
أناملكِ كلّما تقرّحتْ مشاعري .
__________
12 ديسمبر 2010
من قصائد المجموعة الشعرية (مدونة النثر الليبي )