مفتاح العمّاري
----------- تحطيب *
17
فيما
كنت اغنّي خلف شياهي؛
صنع
الفينيقيون سفنًا.
كم تمنيت
لو أن أبي كان نجارًا
عوضًا
عن قاطع طريق،
يكمن
للقوافل ويتحرش بنساء العشيرة.
18
لو
كان أبي صيادًا، يجوب البحر على الأقل
لبدت
أمّي أسعد حظًا
وهي
تجيد تلاوة الشعر وتربية الزهور.
وتشوي
سمك المرجان على أنغام زوربا.
19
أسماء
كثيرة كانت لي؛
صارت
ريحًا.
حماماتُ
جارتنا
تترك
ريشَها أعْمَى.
20
لا
دخان،
لا
ضحك،
لا
شيء.
ومع
ذلك؛
جارتنا
تَطبُخ.
21
طالما
لست مضطرًا
لمغادرة
البيت،
سأظل
سعيدًا.
كعادتي
دائمًا؛
أهملُ
الأبواب
وأفتح
الكتب.
22
صديقتي نامتْ وهي تقرأ
غلافي الجميل
يحلم على صدرها الآمن
أنا كتاب.
23
لأن
" ثمة أشياء لا نستطيع رؤيتها إلاّ في الظلام "*
استأنست
كثيرا بمقبرة الكتب، رفقة الفتى دانيال
نقتفي "ظل الريح".
_____
*الاقتباس من رواية "ظل الريح" لكارلوس زافون.
24
في
هذه الليلة
سهرت مع المجرية أغوتا كريستوف،
كل
شيء كان يحترق:
الكتب
والأحلام وأفراد العائلة.
25
بمجرد
أن عضتني قصيدتها
أحببت
الفونسينا ستورني،
تلك
التي انتحرت غرقا، وذهبت إلى القاع
لتفتّش
عن فجر يلمع في جوف صدفة
لكي
" تحمل لي باقة حمراء
من
زهور المرجان ".
26
أنا
أيضًا وقعتُ في غرام سيلفيا بلاث
قبل
أن تنتحر تركت لي مجموعة من القصائد الأثيرة
ورواية
لا تريد أن تنتهي.
27
كأننا
التقينا قبل اليوم
في
مكان آخر يشبه "ظل الريح"
أنا
والجميلة " كارلا "*
كارلا
العمياء وهي تتحسس وجهي بأناملها الحاذقة
التي
تعرف كيف تثير الشهوة بحرفية بريئة في تعرية الخيال.
حدث
ذلك في ليل مكتظ بأنفاس بيانو
في
رواق مكتبة عتيقة.
___
*من
شخصيات رواية" ظل الريح " لكارلوس زافون.
28
وحدها تزهر في الغرفة.
كتبي التي تخليت عنها،
تضيءُ
الليل.
29
اعتمروا
الخُوذَ
وتنكبوا
البنادق.
خمسُ
سنوات
لا أُمِّي
ابتسمتْ،
ولا
أخوتي عادوا.
30
يا
للغباء
تجمعنا
الحربُ؛
لكي
نفترق.
31
لا شيء
غير دخان يصعد
وأرواح تطير.
صباح مكفهرّ.
__________
*طبعة أولى
2020 (وزارة الثقافة والتنمية المعرفية، طرابلس - ليبيا)