مفتاح العمّاري
كلما عبرت صالة البيت
ونظرت إلى المرايا بغباء
قفزت شيخوختي كخطأ لم
أرتكبه
وازدادت ثيابي شحوبا
، والأغصان كما لو أنها تذبل
حيث لا نهاية لوجهي .
عيناي تائهتان بعيدا خلف
عدستين متسختين
لا أرى سوى ظل أحمق لعجوز
مشوش ونحيف يدخن بشراهة
مثل قرد بائس ، نفرته غابة جاحدة .
له مؤخرة عارية
وقولون مثقوب
أحيانا ثمة طفل يعبث
بلحيتي
حيث لم يعد الركض
متاحا
كان علي أن أستسلم
فأحيانا أنا جندي
مهزوم في صحراء تحترق .
وأحيانا أخرى أنا حطاب
متعب
فأسي لا تطاوعني على
قطع الذكريات
تلك الهرمة ، والحزينة
والميتة
والتي تترك أثرا كغيمة تتبول في الفراش .
أحيانا أحمل خسائري إلى
السرير
اقلب بارتياب أكداسا
من الكلمات الوعرة
اقتلعها من مستقبل هشّ
وابني جداول ناعمة
أعرضها على شمس نشيطة
لعل مشردا يجد فيها
ظلا
لعله يلتقي بأم أو
حبيبة
افعل ذلك كل وقت
حتى وأنا أمشي من
البيت إلى الفرن
هكذا لاشيء
فقط أعبر الطريق
خاليا من العناوين
كما لو أن أصدقائي
انقرضوا فجأة
كمن يتوق لأن يتوقف كل شيء
قبل أن تصفعني شتيمة
بذيئة من سائق تاكسي مسرع .
الفرن مقفل .
والكهرباء مقطوعة في
طرابلس .
والمياه لاتصل .
وأنا مكفهر ،
غالبا ، أنا مكفهر وعصبي
.
وفي هذه الليلة ثيابي شاحبة ،
ومزاجي سيء .
لدي كل ما يكفي للنوم
بعيداً في الظلام .
___
طرابلس
يناير 2017