وسادة الراعي

وسادة الراعي
مدونة الشاعر: مفتاح العماري

الأحد، 4 أكتوبر 2015

نثر الوجه


مفتاح العمّاري
نثر الوجه..

     لكتابة وجهك كما أراه تلزمني غابات من الأسماء الحارة لكي أذوّب كل ما يعترضني من خجل وامضي حرا إلا من دمك وهو ينفر عنيفا ليلون الطرقات بشذاه.. سأقترح  كتابة أكثر تماسكا وتورطا في الغواية حيث تقتضي الهشاشة الحضور اللائق بمهابة ملكة ،هذا إذا اتفقنا على إقحام الوضاعة في ثنايا اللغات التي نقترح استدعاء مفرداتها لرسم الوجه ذاته بألوان أكثر شراسة وتوحشا. إذ يظل رسم الوجه ذاته بثلاث طرق أو أكثر مسألة في غاية التطلّب طالما أن صوتي البارق هو من يسكّ ذلك المديح السادر منذ زمن في مكان ما من التاريخ الأحمق لتلك السفينة التي تمخر عباب البحار والمحيطات دونما هدف سوى إلقاء الحمقى في الغريق الخافي .. حيث يبدو العالم أكثر وحشة من دون وجه. أعني ذلك الوجه المجهول وهو يشي بجمال صارخ ، علّه يجتاح ظلمة أشدّ قتامه وطعنا ونزيفا ، ظلمة تنطوي على لغات شتى حتى يمكن الاقتراب من ملامحه الغامضة .. وتوصيف هيئته بحياد مبارك ، لعل من يراه سيدرك مدى بشاعة أن يظل هذا العالم متروكا لسلطة الأوغاد والبهائم .  ولأنني لم افلح بعد في القبض على ذلك الشيء تبعا لما هو متعذر ومستحيل وخفي ومجهول .. لهذا سأظل اركض إلى مالا نهاية بغض النظر عن وعورة القواميس وضراوة المعاجم . كأنني الآن اكرر نفسي حين استعيد العبارات ذاتها التي انكتبت من قبل ، والتصقت بأجساد وأسماء ووجوه أخرى .
**

    أتخيل أشياء كان ينبغي أن توجد ، لكي تلمس وترى وتشم ـ أشياء قريبة .. حواس تتململ وتقلق وتنتفض وتعربد وتفرح وترتكب المزيد من الهوس والجنون . ربما سأكتب قصيدة أو تعويذة أتقرّب بها من تلك الوجوه التي نحاول أن نطلق عليها ما يليق بها من صور وأسماء .. لكن ليس بالضرورة دائما افتراض أو ادعاء معرفة ما بمخلوقاتنا .. وأن ما نصطفيه أو نحبه قد  نتوهم معرفته ليظل متوحدا بينما نحن لا نعرف أنفسنا حق المعرفة.. ربما لأننا أكثر تعددا و تنوعا ، وأن ما نحتاجه من أسماء  لا يحيط بما تقترفه أفكارنا من سفر ونوم ولعب  .
____ 
طرابلس 2 يوليو 2007