وسادة الراعي

وسادة الراعي
مدونة الشاعر: مفتاح العماري

الخميس، 13 أغسطس 2015

تجارب ضالة

مفتاح العمّاري





تجارب ضالة

كايل طومسون 




كيف ستعرف الجميلة  أنني أحبها ،
 أنا الجندي الحزين الواقف متنكبا بندقيتي أمام  مخزن للذخيرة
أرتجف من البرد والوحشة .
لا أحد هنا يشير اليّ

في يوليو 1973 تسللت إلى الإسكندرية   
لأول مرة أضاجع امرأة خارج نومي
ولأول مرة خارج السينما ارتاد مراقص وبارات
عدت مصابا بالدهشة والسيلان .... 
بعد عام  كان يمكن أن أكون في ستوكهولم
لو لم يشتبه أمن المطار في جواز سفري المزوّر
 توهمت أن هناك فتاة جميلة وشقراء لطالما حلمت بي هي الأخرى
لنطوف معا الشوارع والحدائق والبارات  
وحين نتعب سنؤجر غرفة صغيرة في حي آمن
لا وجود فيه لمعسكرات وسجون وبوابات وقبعات حمراء
ستعاملني بالطريقة التي تحترم خجلي 
في السنة التالية ، لم يفصلني سوى يوم واحد عن شواطئ مارسيليا
حين قبضت علي تحريات الشرطة العسكرية في مصيف صبراتة البحري .
 على هذا النحو سأودع السجن لأكتب قصيدة ضائعة  .
لكن كيف ستعرف الجميلة
فيما الوردة التي قطفت لأجلها ذبلت   
أعني تلك التي خبأتها في جيب معطفي العسكري حتى لا يراها ضابط الخفر
ما تزال بعد أعوام ثقال رائحةُ أنفاسِها تنفث من أصابعي
هناك في معسكر الكتيبة 23 مشاة
في مخزن المهملات حيث كنت مع الفئران والصراصير والعناكب
كنت صديقا وفيا للكتب والأحلام  ،
أحيانا أنخرط  في حبها  السري كصلاة استسقاء
أحيانا أعتقها من  الروايات
حدث ذلك .  قبل أن أراها أو أسمع ضحكتها
 وحين احتقنت بتلات الوردة خبأتها بين دفتي رواية  مائة عام من العزلة
هناك حيث كانت ريمدوس الجميلة تتحول إلى طائر أو غيمة .

لم أخبر أحدا بما ضخته الصحراء في أوردتي من تجارب ضالة ،
 ربما لأن الكلمات كانت تتضاءل خارج خيالي
عندما أخذت إلى حرب تشاد
في جوف معتم لعربة (بي تي آر) مدرعة
 كتبت أكداسا من الرسائل عبر السوانج التي تتيحها القذائف  
لكي تظل مخبأة مثل كنز .  

أجل ، كيف ستعرف الجميلة وأنا محض جندي حزين  
فيما المستقبل الهرم يمضي فخورا بترهاته .