وسادة الراعي

وسادة الراعي
مدونة الشاعر: مفتاح العماري

الخميس، 20 أغسطس 2015

نساء



مفتاح العمّاري



______________   نساء النثر    






كنتُ شجرةَ زيتون
كنتُ ظلاً لخمسة مسافرين
كنتُ رسالةً مخفية في صندوق سين
كنتُ حذاءً ثقيلاً في الوحل
كلماتي مشردةٌ
وخيالي ينزفُ مثقوباً بالرصاص

كنت جندياً :
انتظرتُ أمي طويلا أمام الثكنات
لكي أتصدّق بحليب يديها على سكان  العزلة
انتظرت كثيرا جرس الباب
وكلّمتُ أبي فلم يأبه :
أرجوكَ يا أبتي اخسر عمرك
ولا تخسر وجهك في الحرب .
كنت وحيداً في برد الثكنات  أحرسُ مخازن النار .
أحلامي تتعثرُ وأوصافي ترتجف
وقميصي الكاكيّ يرفرفُ على الأسلاك الشائكة ،
أحبُّ فقرَ فخامته
وشقاوةَ  يديه
و أحبُّّ سين
أحبها قبلّ الخسوف وبعد الخسوف ..
أحبُّ وشمَها يتمزّقُ ورغبتَها تنتظر .
في هذه القصيدة وغيرها
سين التي ليست محض امرأة  وكفى
لأنها أكثر من لون يتبختر بين المحطّات
وأكثر من حديقة  في فستان واحد
أكثر من غابة تتربّص في كلمة .
حين تبتكر شجاراً
أرى نعناعَ الأيام يقسو بين شفتيها
وعصيرَ الألفة يتركُ مسبحةً
تتقطعُ فوق الخدين خيوطُ مودّتها
أحيانا تبدو أكثر شغفا بالغيب
وإعجازا في الشكوى / ما أجملها ......
**
كنتُ أسيراً انتظرُ رائحة البحر
وخبز الأحباب
أنتظرُ هسيس الأنثى كي انثر روحي في الريح
وأكون بيتا بلا باب :
اسمي  صقلته الأقفال ، لهذا
اتقفّى إيقاع نهديها حين تهتزّ خرافتها
واخشي فحيح زواحفها في فصل النزوات
أخشى أنف سعادتها لمّا تتوحّم
وثرثرة قدميها قبل النوم
فهي كارثة حين تستيقظ غيرتها
أرى في  عينيها معركة بين ديكين مغرورين
يختصمان على دود فأحاذر غبار زوابعها .
**
ما أجملها ........
قبل قليل كنا نتخاصم بلا أسباب
وبعد قليل  ..
ما أجملها حين تمسي من أسماء النار فأسمو
وحين تصبح من نار الجنة
فاحترق في الجنة
وأثمل من خمر مخابئها
ومن كأس الجنة أحيانا تربكني سين والكلمات
فأعود إلى السرّة
كي اكتشف كم سطراً بيني وبين برزخها .
واقرأ بلا شفتين ما يتركه العسل هنا..
هنا كل الأوصاف بلا مأوى .
¨        
_____ 

طرابلس : خريف 2007