مفتاح
العمّاري
النثر الليبي
*
ما الشعر قبل أن يتنكّر الظلامُ
لنصفهِ المرح
قبل أن يظهر الطاغيةُ برتبةِ ضابطٍ صغيرٍ
على ظهرِ دبابةٍ صدئة
قبل أنْ يُدلي ببيانِه الانقلابيّ عبر
إذاعةِ بنغازي .
يومها صدقّنا مكبرات الصوتِ وهي تضجُّ
بأمنياتنا
كان العالمُ طفلاً يلعبُ
بالطينِ والكلماتِ والنجوم
قبل أن تُجفّفَ الأحلامُ أربعين سنة على كوانين ماكرة
من دون أن يُسمع صُراخها
قبل أن
تُحرقَ الكتبُ وتقطّع أوصالُ
القصائد
وتُنفى إلى خرافات مجهولةٍ وغاباتٍ لا أثرَ
لها
أكثر من أربعين سنة تُنتزع أظفار الحقيقةِ
وتكسر عظامها
حتى لا
يُفكّر أحدٌ في دورةٍ جديدةٍ للرؤى
بما حملتْ ../
قبل أن تُحنّط الرئةُ أربعين سنة أو أكثر
في قبو بمستحضرات العتمةِ المبتكرة
قبل أن تتناسلَ سجونُ الرأي ومعتقلاتُ
الأحلام
حين يُزجّ
بالكلمات الشابةِ في غرفِ التعذيب والمصحّات العقلية
وتحرق آلاتُ الموسيقى في الميادين
ويتحول الجنرالُ إلى فزّاعةٍ من خرقٍ محشوةٍ بالقشّ ،
تزينها بضعةُ نياشين مزيفة
ويغدو ملكاً على قارةٍ من وهم ..
"" "" ""
مقطع من قصيدة النثر الليبي .