وسادة الراعي

وسادة الراعي
مدونة الشاعر: مفتاح العماري

الثلاثاء، 4 أغسطس 2015

النثر الليبي ( 3 )


مفتاح العمّاري
  
_______  النثر الليبي






* كنا نكبرُ ونأكلُ وننامُ، تسع أرواحٍ في علبةِ صفيح
وكانتْ لدينا رحى ننتظر  كل خميس أن تُطرح رقعتها
كلما تدور  : تطحنُ الحزنَ والقمحَ والأيامَ   
وكلما تدور :   على الشعرِ أن يكونَ نثراً في الربيع ،
ومطراً يبللُ الأحلام ..... 
 على الجندي أن يستيقظَ قبل صياحِ الديك بنصفِ ظل ...
على الشمسِ  أن تتسللَ بمهابةٍ وتتخللَ طحينَ أحلامنا    
فما  الدقيق وهو يُغربل بخفةٍ ، سوى نثار شمسٍ سكرانة
 وامرأةٍ تتحررُ  من قرقعة  قوافيها
ما العطر إلا تلك الروح الهائمة خلف المتع  ،
وما الانتظار  سوى قطعة حلوى
وثياب جديدة  ترحّل صوب العيد
وما الركض الضاحك ،
إلا أن نعتق الخطى باتجاه النارِ الخامدة
حيث  يُنتزع الرغيف  لاهباً من جوفِ التنور ويؤكل بنعومةٍ حذرة /
رغيفٌ يسيلُ  لعابُ الأيامِ من حوافه الساخنة
مغمورا بالزيت وهريسة الفلفل
رغيف ينفث بخاراً في أفواهنا بنكهة الرماد والشجر ومسك الأمهات
يعدّ يهوديا  من يكفر بقداسة النعمة ،
 مَن يرمى الرغيف مع النفايات
لأن ما  يفيض عن الحاجة تنتظره الخراف،
بعد أن يُترك لبضعةِ أيامٍ  في عهدةِ الريحِ والكواكب  ، ثم
 يُخلط بالنخالةِ وبعض التبن
يُعد خارجاً عن الدين  من لا يعرف كيفَ يُحبّ
من لا يحمد اللهَ على ما هو عليه من مرضٍ وفاقة .



                  ""     ""   ""