مفتاح العمّاري
_______ النثر
الليبي
* كنا نكبرُ ونأكلُ وننامُ، تسع أرواحٍ في
علبةِ صفيح
وكانتْ لدينا رحى ننتظر كل خميس أن تُطرح رقعتها
كلما تدور
: تطحنُ الحزنَ والقمحَ والأيامَ
وكلما تدور : على الشعرِ أن يكونَ نثراً في الربيع ،
ومطراً يبللُ الأحلام .....
على الجندي أن يستيقظَ قبل صياحِ الديك بنصفِ ظل
...
على الشمسِ أن تتسللَ بمهابةٍ وتتخللَ طحينَ أحلامنا
فما
الدقيق وهو يُغربل بخفةٍ ، سوى نثار شمسٍ سكرانة
وامرأةٍ تتحررُ
من قرقعة قوافيها
ما العطر إلا تلك الروح الهائمة خلف
المتع ،
وما الانتظار سوى قطعة حلوى
وثياب جديدة ترحّل صوب العيد
وما الركض الضاحك ،
إلا أن نعتق الخطى باتجاه النارِ الخامدة
حيث
يُنتزع الرغيف لاهباً من جوفِ
التنور ويؤكل بنعومةٍ حذرة /
رغيفٌ يسيلُ لعابُ الأيامِ من حوافه الساخنة
مغمورا بالزيت وهريسة الفلفل
رغيف ينفث بخاراً في أفواهنا بنكهة الرماد
والشجر ومسك الأمهات
يعدّ يهوديا من يكفر بقداسة النعمة ،
مَن يرمى الرغيف مع النفايات
لأن ما
يفيض عن الحاجة تنتظره الخراف،
بعد أن يُترك لبضعةِ أيامٍ في عهدةِ الريحِ والكواكب ، ثم
يُخلط بالنخالةِ وبعض التبن
يُعد خارجاً عن الدين من لا يعرف كيفَ يُحبّ
من لا يحمد اللهَ على ما هو عليه من مرضٍ
وفاقة .
"" "" ""