مفتاح العمّاري
____________
كاتنزارو
كاتنزارو
، شمسٌ تعيدُ اكتشافَ وقودها
حافلاتٌ حمراء وصفراء تتسكّع طيلة النهار
من جيليانو إلى جرمانيتّو
تزدحمُ بالمسنّين والفتيات الولوعات بالآيس
كريم .
كاتنزارو ، جسورٌ من الأسمنت ، والحكمة
تربط ما تشظّى
من جغرافيا الحرير وخرافات البحر .
في كل خاصرةٍ ، جبلٌ ، وجسرٌ فاغرٌ يحملك
إلى جسر ٍينتظرُ قدوم عاشقين..
كاتنزارو ، لا جديد قالت السنيورا بنديتّا ،
لا
جديد من روما ،
سوى أن المافيا خسرت عضوا هرما في الانتخابات
وكسبت عشرة أعضاء من حملة المسدسات المحشوة بالدسائس .
كاتنزارو :
هضابٌ خضراء ، تعيش وحيدة .
وشوارع ذات بلاط نظيف ، هي اقلّ كآبة من
عيون المهاجرين
: صينيون جوالون يبيعون الساعات المزيّفة
والفياغرا ،
مغاربة
لا سقف لهم ، يحسدون كلاب المنازل ،
ثم
ينشغلون بجمع التبرّعات لبناء مسجد لمسلمي
الشتات .
يؤكد يونس الفتى الملتحي بحماسة واثقة : بأنهم
قريبا سيفتتحون
مجزرةٍ للذبحِ الحلال ، احتفاء بقدوم شهر
رمضان .
رأيت عراقيين منبوذين لاشيء يشغلهم سوى
رغيف الخبز
ولملمة ما تيسّر من كلمات ايطالية ركيكة، تصلح
للتعرف على
الأسواق الشعبية والأفران وعناوين الألم .
كاتنزارو ..
فلاحون بهيئة نبيذٍ مغشوش يتحولون إلى
اسمنت بارد ،
كهول متقاعدون تلملمهم الحاناتُ الكالحة ،
الثرثرةُ دأبهم
إذا
ثملوا ، يشيرون إلى الرياح الغاضبة بضغينةِ صيادين تاهوا عن ضفافهم .
كاتنزارو
..
لا احد هنا يتذكّر خطب موسليني .
فقط ، ترتفع أسهم المقاولين ورجال المافيا
.
في الثامنة مساء تقفل ( الشنترا ) أبوابها العتيقة
وتنسحب الضوضاء من ميدان الجندي المجهول .
في التاسعة لا يوجد شيء للبيع
سوى البيتزا والكحول والسجائر .
____
*كاتنزارو . صيف 2008
* بلدة صغيرة تقع في أقصى الجنوب الايطالي ، بمركز إقليم كلابريا .