وسادة الراعي

وسادة الراعي
مدونة الشاعر: مفتاح العماري

الأحد، 21 يونيو 2015

كاتنزارو *

مفتاح العمّاري 


____________ كاتنزارو   


كاتنزارو  ، شمسٌ تعيدُ اكتشافَ وقودها
حافلاتٌ حمراء وصفراء  تتسكّع طيلة النهار
من جيليانو إلى جرمانيتّو
تزدحمُ بالمسنّين والفتيات الولوعات بالآيس كريم .
كاتنزارو ، جسورٌ من الأسمنت ، والحكمة تربط ما تشظّى
من جغرافيا الحرير وخرافات البحر .
في كل خاصرةٍ ، جبلٌ  ، وجسرٌ فاغرٌ يحملك
إلى جسر ٍينتظرُ قدوم عاشقين..
كاتنزارو ، لا جديد قالت السنيورا  بنديتّا ،
 لا جديد من روما ،
سوى أن المافيا خسرت عضوا هرما  في الانتخابات
  وكسبت عشرة أعضاء من حملة المسدسات المحشوة بالدسائس  .
كاتنزارو  :
هضابٌ خضراء ، تعيش وحيدة .
وشوارع ذات بلاط نظيف ، هي اقلّ كآبة من عيون المهاجرين
: صينيون جوالون يبيعون الساعات المزيّفة والفياغرا ،
مغاربة  لا سقف لهم ، يحسدون كلاب المنازل ،
 ثم ينشغلون بجمع  التبرّعات لبناء مسجد لمسلمي الشتات .
 يؤكد يونس الفتى الملتحي بحماسة واثقة : بأنهم قريبا سيفتتحون
 مجزرةٍ للذبحِ الحلال ، احتفاء بقدوم شهر رمضان  .
رأيت عراقيين منبوذين لاشيء يشغلهم سوى رغيف الخبز
ولملمة ما تيسّر من كلمات ايطالية ركيكة، تصلح للتعرف على
الأسواق الشعبية والأفران وعناوين الألم .
كاتنزارو ..
فلاحون بهيئة نبيذٍ مغشوش يتحولون إلى اسمنت بارد ،
كهول متقاعدون تلملمهم الحاناتُ الكالحة ، الثرثرةُ دأبهم
 إذا  ثملوا ، يشيرون إلى الرياح الغاضبة بضغينةِ صيادين تاهوا عن ضفافهم  . 
كاتنزارو  ..
لا احد هنا يتذكّر خطب  موسليني .
فقط ، ترتفع أسهم المقاولين ورجال المافيا .
في الثامنة مساء تقفل ( الشنترا )  أبوابها العتيقة
 وتنسحب الضوضاء من ميدان الجندي المجهول .
في التاسعة لا يوجد شيء للبيع
سوى البيتزا والكحول والسجائر .
____   
*كاتنزارو . صيف 2008    

* بلدة صغيرة تقع في أقصى الجنوب الايطالي ، بمركز إقليم كلابريا .