وسادة الراعي

وسادة الراعي
مدونة الشاعر: مفتاح العماري

الأربعاء، 24 يونيو 2015

أويا *


مفتاح العمّاري


أويا


-1-

لماذا تحشد كل ذخيرتك صوب قلبي
أيها المسدس الثرثار
وأنتَ لستَ جديرا حتى بدخانك  .

-2-

أنا أويا ،
رئة ُصحراء  ، جنوب البحر
وأنا أويات ، حاضنة الغرباء
مراتعُ ملحٍ شمال حجر الآمازون .
مأوى جنانٍ وأسواق
وقبلةُ تجارٍ ولغاتٍ سمراء وبيضاء .
لي سبعة أبواب ،
كل باب  ، سمكة تشير إلى صيادين
يد مبسوطة تسمّى (الخميسة) ، تبطل تدابير السحر
وقرن غزال يهمس :
الجمالُ أنْ تُنْسَى لتِبْقَى مَلكاً في المنفى .
فلماذا أيها الأحمق  تهدر ملح بارودك
وصوتي أكثر من إيقاع للماء .
غيومٌ وعيون ٌوأوديةٌ تجري
أبراج بستة مآذن تتقاسمها مجازاتُ كروم وحصون
ومنارات شتى .
فلماذا أيها الأحمق
تحشد كل ذخيرتك ؟

-3-

من وقف على جمالِ الحورية  حَارَ في وصف مفاتنها .
قال :حملتها زعانفُها الذهبية
من قصرٍ بحريّ إلى بساتين المنشية .
حين وصل الخبرُ  إلى أمير ( غاديا ) ، غادره النوم  .
لم يقو المسكين على لجم عواطفه
فارتدى أبهى ما يجود به حريرٌ مطرّز  ، وتمنطق خنجرا رُصّع بالياقوت ، وبرع في نسب الألوان وروح العطر  حتى لا يغدو العشق نشازا ....وتزود بقصائد غزل لم تترك للحسن مفرا الاّ ورازته بأعجاز لا ينضب  . لكن الحسناء ، قالوا : توارت بين أنفاس البحر وزهر الليمون حين نثر العاشق بهاء قصيدته
ولم  تحفل في أول الأمر
ببلاغة زلزال الكلمات العصماء .
________
طرابلس
11 ديسمبر 2012
* من المخطوطة الشعرية : ملك في المنفى .