مفتاح العمّاري
رجلٌ بأسْرِه يَمْشِي وَحِيداً
* وحيدا مكتفيا بالذي أنا
بالذي جسدي في الثياب
البسيطة
أ ركض
كما لو أن البروق أحذيتي .
و حيدا اعوي
: أيتها
الذئبة
خذيني من فمي .
بعيد ا عن صدرك
يغدو كل شيء
في غاية الفساد والأبهة ..
: العصافير ترتدي خوفها الغامض
والشرفات تهذي بشموس منقرضة .
* وحيدا
كل ليلة
بأذنين خائفتين
أ ترقب سقوط
بيتي .
_
خذيني من فمي
أيتها الذئبة
.. بدأت أتعب
من زوجتي
حين ترتبني
يداها بخيال واثق
_ قم يا عزيزي طلع الصباح.. بد أ ت
أ تعب .
من أطفالي وهم يكبرون
دون ألعاب وحلوى
من مؤامرة
المياه
في أحيائنا
الرثة
مالحة وتهرب
بدأ ت أ تعب .
من البدو وهم يقتحمون الشوارع
بسراويل الجينز
كل شيء في غاية
الفساد والأبهة
لا الطمأنينة
سقف
ولا النساء هنّ
النساء
وحيدا وكفى
باطل كل حلم لا يفضي
إليّ
وكل احتفال
بموتي هراء .
الحبر مملكتي
دائما لي خبر أ
سميه
ألون مدينة أطفالها
لا يعطشون
وأرسم امرأة أخرى
وربما أ لعب
بالنار التي ليست معي
ثم وحيدا اعوي
: أيتها الذئبة
خذ يني من فمي.
**
ثلاثين صيفا
حافيا يأتي المساء
كان لي جسدا هنا
ويدين
وكانت نافذتي
معي ..
: قمر يسكب شكله على أ مي
و أنا لست أفهم
..
لماذا كان الحب
سريا للحد الذي
صرت فيه لست أفهم.
دلّيني يا أ مي
علي ..
قالت : مرضعتي الريح
فاتئد ،
لا حليب في
القدح
لكي تشرب .
قلت : لا بأس
سأكتفي بخيالي
الأوحد
وليكن كل شيء
في غاية الفساد
والأبهة
فنحن هادئون
هادئون جد ا
دائما نركب
الحافلة
نعبر إلى اليوم
الذي يلي
حيث الوجوه تنظر
حائرة إلى
ظلي وتفكر :
رجل بأسره
يمشي وحيدا
..
يعوي :
أيتها الذئبة
خذيني من فمي
.
¨
____
طرابلس ربيع 1991