وسادة الراعي

وسادة الراعي
مدونة الشاعر: مفتاح العماري

الثلاثاء، 5 مارس 2024

مفتاح العماري الشاعر الآسر

 


____________ مفتاح العماري الشاعر الآسر
عبدالله زاقوب







عندما يُكرم الشاعر مفتاح العماري تتداعى الصور والمشاهد والذكريات ،
القصائد والدواوين ، الكلمات والاشياء
الأطفال الرجال والنساء، المرتفعات والهضاب، الأنهار والبحار ، الموانيء والمنارات ، الأعشاب والأكمات، المراعي والسفوح الخصيبة، الأزقة والحارات، تماثل أمامي سمت الجندي
الآسر الاولاد المشاكسين، الذين مافتأو يحلمون بالآتي، الذي لم يأتِ كما كانوا يتمنون ، حتى انحت الظهور
وتراخت القبضات، وغارت المآقي في
الجفون .
مفتاح العماري، الجندي الآسر، هكذا نادى اسمه، اويجب ان يُسمى، الذي شيًد عمارته الشعرية، واثث بيته النثري، من شمس وطين واحلام مشروعة مترعة، الجندي الذي شاكس
وناكف آمريه، متفوق على ذاته المشحونة بالقهر والتسلط، متعالي بما
اختزله في دخائل نفسه، وثنايا ذاته
من شجاعة وروحٍ عصامية وثابة، تنفر من الخنوع والانضواء ضمن القطيع، مسكوناً بطموح ووهج لم يخبو، معمد بنار الشعر معجون بالالق
والحلم والشوق الشفيف، لم يتراجع
يوماً عن توقه وغايته وأمله بالرغم من كل العذابات والآلام والتشظيات
الوقتية والراهنة، فقد كانت القصيدة
لديه تعني دائماً التوق والانجذاب والاندغام والمزج بين المحسوس والمتخيل في آن... حيث يقول : كان
اللجوء للقصيدة سلاحي الوحيد الذي
وهبني قوة اضافية لجر أربعة انهر ثرية، لكي اروي. صحراء تلك الروح
الجهمة، والتفوق على ذلك الشيطان الذي كنته في مرحلة تعيسة من عمري
يتعذرعليً توصيف مكابدتها ،، في تلك الاثناء ، فعندما يُكّرم العماري يكرم الشعر والشعراء الكتاب والادباء
مجايلي ورفاق واحباب واصدقاء العماري الشاعر والانسان، فتلك لحظة
موحية، رائعة وسامقة، موغلة ومتجذرة، لحظة وجد، عرفان وتوحد
لحظة شعور بالانتماء والحضور الإنساني، لحظة صعود الكلمات رقيها
وتطاولها، شموخها نحو الذرى، حد الزهو والامتلاء، والشعور بالطمأنينة
بأن الشعر والنثر، والأدب إجمالاً لازال
في مكنته ان يصل إلى متلقيه إن توفرت الفرصة والآلية والتوقيت المناسب.
العماري ومنذ صدور ديوانه الأول، قيامة الرمل، وحتى اخر ديوان له،
يمزج بين الشعر والنثر، كتاب المقامات
رجل بآسره يمشي وحيداً، مشية الآسر، عتبة لنثر العالم، ورثة النار، جنازة باذخة، دين الجن الطرابلسي،...
مسلات ومنارات، محطات وواحات،
تهدي الظامئ، وتنشر ظِلال يتفيأها الشارد والتائه والغريب والضال، العاشق والمهاجر، فهو الحرفي المبدع
الخزاف الماهر، الفنان الموهوب والنشط، المجنون والمهووس بالماء والنار، والطين اللازب، المعجون من تراكم وخبرات، المتشكل من لغة وصبوات ،، اعتقد اننا الآن نحتاج اكثر
من اي وقت مضى، إلى التأكيد علي
نثر العالم لان الأشياء من حولنا تشي بضرورة النثر لا النظم، بالليونة والسيولةوالجريان لا الصلابة، والتماسك والجمود ،، عتبة لنثرالعالم.
بكلماته الموحية تلك، تلميحاته واشاراته، كان العماري يقاتل، من خلال
نثره وشعره، وينبذ كل ماهو وحشي
فوضي بدئي، مخالف للنواميس، طغيان الاستبداد، وضد طبيعةالاشياء
،، كل شيء في غاية الفساد والابهة لا الطمأنينةسقف ولا النساء هن النساء،،
من طرف خفي ومعلن كان العماري
يناؤي باسلحته المتعددة وكلماته المقاتلة ظل يجاهر باناشيده ومطولاته الشعرية الباذخة،، اربعين سنة والحرية ضالة ومجنونة،، لكن ماهو ضال، يعود اخيراً لمستقره وحضن العائلة، والكلمة مهما جُمدت
ستحتفظ ببذرة النور... فشاعر بقيمة
وعلو كعب العماري، حفي وجدير به
التكريم والحفاوة ، والإشادة بما قدمه
للقصيدة والكلمة والوطن .
Abdullah zagoop_______
نقلا عن صفحة الشاعر بالفيس بوك
10 فبراير 2022