وسادة الراعي

وسادة الراعي
مدونة الشاعر: مفتاح العماري

الجمعة، 1 مارس 2024

صور ضائعة لفريدا كالهو



مفتاح العماري

__________ صور ضائعة لفريدا كالهو  

 



أحيانًا تبدأ الحياة بمزحة ثقيلة.

اليدُ التي تغمس الفرشاة بغضب

يتعذر فصلها عن الماضي.

من فرط الضياع، الألوان تضيف المزيد من الجمر

لربّما من دواعي الشعور بالدفء

في هذه الليلة الباردة من ديسمبر

الاصغاء لفريدا وهي تصخب مثل وطنها المكسيك

اسمها هدير موج.

والوجه نقيّ وعصبي،

فيما الجسد المحتجّ: حشدٌ من النمور داخل فستان

 نسجته رياح الأمازون؛

زهرةُ توليب يحرسها سربٌ من النحل

 كمنجة بأوتار إضافية تتأهب لاستقبال الربيع.

تسلبك عيناها كل ما تملك من استعارات

لتبقى كما هي فريدا كالو؛

مشيتها فرقةُ مارش

مستعمرةٌ صغيرةٌ من العصافير في شجرة برتقال

جزيرةٌ بجناحين.

قصيدةٌ منتزعة من حقل سلفادور دالي

سيرك أعرج لفرقة ثملة من الغجر في هيئة امرأة

مشية رامبو في رحلة العودة من الحبشة الى مرسيلبا

بدافع الحب تمضي قُدمًا في عنفها؛

تبني العالمَ وتحطمه بالألوان

كتلك الذاكرة التي يُعثر عليها

داخل معتقل فاشيّ أو في روايات الحرب.

صرخاتٌ مكتومة لطفلة تُغتصب في كنيسة

أثرُ خريفٍ سكران تكنسه عاصفة

جمالٌ حار لعبوة ناسفة في ملهى ليلي.

عندما تلتهب عزلتها

تكتب لدييغو: " أريد أن أرسمك

ولكن ليس هنالك من ألوان.

لأن الكثير منها موجودة في حيرتي."

أحيانًا تشبه حكاية السندريللا

أو الدجاجة التي تبيض ذهبا. وأحيانا هي

قساوة العائلة المقسومة على أربعة فصول.

مثلنا تما:

طريق مترنحة الى المجد بقدر كبير من الفوضى.

ميراث غامض لجسد أعوج تطارده غابة

نظرة مشككة في براءة المستقبل،

كالتخلي عن الكلام، وحشد المزيد من الألم

 لبناء عاصفة من الألوان التي تستنكر.

وأحيانا يكفيها اللجوء الى ما هو أكثر فعالية

من سكاكين المطبخ

لأن القوة أن تكون اعزلا

كجرح لا يكف عن النزيف

لعلها المعضلة التي حيّرت كبار المحاربين.

حلقة الوصل بين بريتون وتروتسكي

واللحظة شبيهة النابالم

من فرط ما كانت احشاء الخيال تتمزق؛

ما من شيء ينمو في الداخل غير العواء

سيبدو النوم غبيًا كمشروع للهرب. غبيًا وحالمًا

كما لو أن اعجوبة تمشي في ازياء الفراشة.

تثير نباهة كارلوس فيونتس؛ فيُصغي الى ضوضاء زينتها

عوضًا عن فرقة الأوبرا

وهنا لست أدري ما هو تعليق التشكيلي "علي العباني"

على هذا الجزء المربك من سيرة زميلته المكسيكية

الأكثر اصالة من بساط الريح. 

هذه العظمة التي ينتجها النسيان،

كاستئصال ورم من الذاكرة.  

هذه البسالة في القتال والألم والحب والعزلة.

عندما يتسنى لامرأة معطوبة تحطيم رجل بضخامة ثور؛

أعنى دييغو ريفيرا، الذي علمها خلط الألوان الحارة.

كانت تعشقه دونما سقف. حين تخاطبه كعاشقة:

" دييغو مرآة الليل.

عيناك سيوف خضراء داخل لحمي."

وحين تختبر حبّها له؛ تتعمّد نسيانه بين رجل وآخر.

قد تتحوّل الى قبر ٍفي حديقة. 

وأكثر من عين ووجه ولدغات سامة

وأحيانا نراها في عهدة فرقة من الخواتم والقبعات

وعندما تكتب يومياتها تدقُّ كل حرف باللون القرمزي

وما الظلّ سوى خادم مطيع لجلب المزيد من الحطب

طالما الكلمات تنتمي لرسائل لا أصل لها

 سوى فكرة الفرار الى الجسد

حيث الأنثى والذكر وجهان لكلمة واحدة.

أو هي الحيرة تخلط بين الوجه والقفا.

تهمس لجاكلين زوجة اندري بريتون:

" سأواصل الكتابة لك بعيوني."   

ولدييغو تقول:

" غيابُك يزهر مرتجفًا في ضجة الساعة."

_____   _____   

م/ العمّاري 

باب بن غشير 9 ديسمبر 2021