مفتاح العمّاري 
_________________
رحلة الشنفرى (1)
لأي شيء يا ارض الحواس 
وأنتِ الكريمةُ ، أمُّ الينابيع ، وبلادُ القوافل
تتركين الذئب الذي علّمك مغزى العواء 
وحيدا ينهش أحشاءه 
ويلوكُ عظامَ المخيلة ،
تتركين الجواد الجامح يكبو بوقار حزين 
في حجارة نزوتك الغاشمة .
تأخذين صدرك
وتتركين شعبي يتسكّع شريدا بلا مأوى ،
تأخذين اللوامس والأسماء ،
وتتركين المتاهات لرحلة عاشق أعمى . 
**
لأي شيء
وأنتِ الجليلة صاحبة السمو
تخطفك فتنةُ الزهو 
وتبتعدين خارج الغايات 
بنوازع مسّ تملئين مخابئ غيرنا 
تملئين البياض الآخر 
وليل الخرائط 
قامتك ألسنةُ نارٍمتروكة لشغف الهشيم ،
بعلوٍّ تقترف رياحها 
كأنّها وعول هاربة من أبراح الرمل 
ومآذن الزيت 
نارٌ تحرقنا وتضيءُ نفسها 
**
الرملة شتاء 1996. من قصائد المجموعة الشعرية رحلة الشنفرى . 
