مفتاح العمّاري    
__________              شهرزاد 
لأنك باب التائهين ،
 دائما تحملين صدرك مختوما
بحبر الشفاه . 
كم جيش يا ترى تذكر الأمّ والوطن
 حين رآك تقودين الأنهار
والحقول والمدن ،
 فتمنى لو تهدأ الحرب
قليلا  ، 
ريثما يتبعك مأخوذا بلا أين . وأنت تهتفين  :
هذا  رنين فمي 
فما ذنبي أنا المرأة الوحيدة 
إن رقصت حمامة في المطر 
أو غنّت قبّرة  .
وهذا اللامع بريق مخيلتي . فما ضرّ لو أن 
حطابا عشق أميرة القصر .. أو طمع متشرّد في 
كرسي الخلافة . 
أنا محض امرأة وحيدة . وهناك أكثر من خيال 
تنسجه أمة تنتظر جلادها . 
هناك أربع وعشرون طريقة لتأنيث الليل .
لكن غلطتك كانت فادحة ، وأنت تأخذين 
الجيوش بأسرها 
إلى متاهة اللذة السامقة . 
لأنك تشبهين معجزة خجولة : حقول من 
الورد تنبت في كتاب  مبلول .. 
وموسيقى 
تهطل من عينيك المسافرتين في المجاهل السخيّة 
وتغدو الكلمات سحابة عطر . حينها لم نكن أنت 
وأنا مجرد ذكر وأنثى نحشد التراب والماء
والفصول  لكي نبني بلادا في
الليل لنحرقها في 
الصباح . 
لأنك ابنة كوكب يسافر ، صرت تستمرئين 
اللعب  معي ، فيما تتركين
الرواة يتقاسمون 
ثروتك ويتركونك كما أنت امرأة وحيدة تبتكر 
شيخوخة الألوان لترسم آخر رائحة قبل الموت 
بهيئة غرف كالحة يتقاذفها هوس عليل ، ورسائل 
وجد يأكلها العثّ .
ثم ما الجدوى من البكاء على كتفي المهدّم ..
أمن أجل طفل لم يولد ، 
أيتها الأم العذراء 
التي أكبر من عاصفة 
وأكثر من أنثى  .. 
التي لن يحيطها لون 
أو تؤويها لغة .
**
أيتها القصيدة 
إني أنأى عن خيالك .
 ___  
طرابلس . ربيع 1999
