وسادة الراعي

وسادة الراعي
مدونة الشاعر: مفتاح العماري

الأحد، 31 مايو 2020

الى البيت

مفتاح العماري


__________


العودة إلى البيت

في يوم ما ستنتهي الحرب
 من يدري!؟  
قد أعود إلى البيت مرة أخرى
ومرة أخرى سأهتم بشراء باقات الورد
وأرفع القبعة والكأس التي تنتظر
وأفكر في الذين سرقوا طحيننا؛ أين اختفوا؟
ولماذا هرم أعدائي فجأة

حتى صاروا غير جديرين بالدفاع عن أنفسهم.
كذلك سأهتم أكثر برعاية أطفالي
وأحميهم من الصراصير والنفايات ولعبة البوبجي .
 

السبت، 30 مايو 2020

حياة جديدة



مفتاح العماري





_________________________
   هنا تبدأ حياة جديدة


على عتبة الجحيم
" هنا تبدأ حياة جديدة " قال دانتي
تذكرت هذا اليقين بوصفه نبيذا
كسخاء نافذة تطل على فتاة جميلة في حديقة
أو تذكرة سفر من سجن الحصان الأسود،
 إلى جزر المالديف.



الخميس، 31 أكتوبر 2019

نظام القبح (1) وحقبة الكتابة الفاسدة



مفتاح العمّاري




قصيدةُ النثر

حقبةُ الكتابةِ الفاسدة


    القصيدة التي كانت حتى وقت قريب تجود علينا بكل ما تملك من نعم المخيلة؛ ها هي بدورها تسلبنا كل ما نملك، وتحوله إلى عفن. لأنها نفسها قد استحالت إلى صنف متعجرف من النفاية؛ يصعب تدويره. لنجد أنفسنا إزاء حقبة شعر نفاج، متطفل، مخنث، أحمق، هجين، مومس، مخادع، مزيف، بلطجي؛ لا ينفك عن إدعاء التمرد والعربدة المائعة. لغة سائبة، متقشفة، تفتقد الحد الأدنى من معايير الجمال، وأخلاقيات شرف الكتابة واحترام قداسة الكلمة.

    أن تُكتب قصيدة بأدوات كتابة شعرية أخرى؛ لهو ضرب من اهانة الشعر. المسألة برمتها لا تتعلق بالتناص أو حتى التأثر الغبي عبر الاجترار المجاني للشكل واللغة، واستنساخ صور وخبرات وأفكار وتجارب، واغتصاب سير؛ كما لا تتوقف عند حدود الابتذال والسلوكيات الطائشة؛ بل تنذر دونما ريب بنهاية القصيدة نفسها؛ أي القضاء عليها كفاعلية جمالية؛ القضاء على فرادتها عبر تعمد تشوييها ومسخها، حتى تتحول إلى كائن سخيف ومزدرى، لا يُعول عليه. ومن ثم القضاء على أهم رافد من سلالة الجمال؛ لحظة أن تكون المحصلة مع إنماء وتراكم هذا الضرب المخزي من الكتابة الفاسدة: إعدام الشعر. المفارقة الصادمة التي أنتجتها حقبتنا الفاسدة؛ أن يشارك الشعراءُ أنفسهم في ارتكاب جريمة تصفية الشعر والتنيكل بجثته؛ لتعد هذه النكبة من أخطر النكبات التي مسّت ثروتنا الوجدانية في العمق. لأن غياب الشعر عن منظومتنا الإبداعية سينتج عنه خلل مفصلي في مسيرة الخيال الإنساني عندما تتخلى البشرية عن أهم مضخة روحية تكاد بسموها أن ترتقي لمرتبة المعتقدات. فقدان الشعر الذي رافق مسيرة الشعوب منذ أن اكتشافها المبكر للكلمات؛ لتكتسب الأشياء روحها وفعاليتها؛ سقطة كبيرة سوف يدفع الإنسان ثمنها غاليا لحظة التخلي عن أهم إشارة في تاريخ روحه وتوصيف آدميته.

    كان للوفرة العشواء التي ساهمت فيها منصات النشر الالكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي أتاحتها تقنيات الاتصال (السوشيال ميديا) أن تلعب دورا عكسيا؛ سبب في فقدان القصيدة لأهم خصائصها الفنية. لأن من بين مظاهر هذه الوفرة: الابتذال والتدوير والاستنساخ ...الخ. وعوض أن تخدم عملية الإشباع الروحي؛ والتطلب المعرفي، خلقت جوا من النفور والتقزز.

    إن ما ينتج عن مثل هذه الظواهر الثقافية هو فقدان الثقة في الشعر وتغييب دوره ووظيفته؛ على المستويين الجمالي والاجتماعي. ينسحب الشأن على الشاعر نفسه، من خلال فقدان الرهان على التجارب الأصيلة. وهكذا مع مرور الزمن سوف يظل موقع الشاعر خاليا؛ ليأتي الدور فيما بعد على الرسام والموسيقي وربما الروائي، فيما لو ظلت تجتاحنا وسائل السوشيال ميديا؛ وقد استمرت آلتها في تخريب وجداننا الجمعي، دونما ضوابط عقلانية تحد من جموحها. ولعلنا نحتاج في يوم ما إلى عقد ثقافي اجتماعي، ينظم هذه العلاقة فيما بينها وبين الناس. لأن المسألة لا تتعلق بحدود أوساط ثقافية بعينها؛ بل تشير تحديدا إلى صنف معقد وغامض وفي غاية الفلتان تعبر عنه بامتياز مشاعية الإعلام الالكتروني. 
    تكريس الوفرة إعلاميا لمنتجات الفنون والآداب كان في آن موازيا للوفرة الاستهلاكية نفسها التي فرضتها آليات اقتصاد السوق.  إن ما تشهده لحظتنا الراهنة من انتهاك للشعر بصفة عامة وقصيدة النثر بصورة خاصة، لهو هدر للقيمة، وتدنيس لقداسة الجمال، وتشويه لجوهر المعنى. لأن الشعر ليس ضربا من فنون الإمتاع وحسب؛ بل طريقة مثلى لحوارنا مع أنفسنا وعالمنا، وفضيلة لا يشك في نزاهة قصدها؛ لتقفي المعرفة. وأيضا يعد من بين السبل الأصيلة للتطهر والخلاص. الشعر لغة الروح البشرية التي تهبنا مكرمة أن يكون الإنسان إنسانا؛ لا محض بهيمة تتغوط.


مع فرسان الأحلام القتيلة لأبراهيم الكوني



      مفتاح العمّاري





إلى أين أيّها البدويّ ؟!



     كنت أظن أن إبراهيم الكوني معلم كبير في صناعة السرد الروائي، أي من سلالة الكلاسيكيات المؤسسة، مثل دستويفسكي، وكازنتزاكيس، وتوماس مان. منذ احتفائي المبكر بقصته "إلى أين أيها البدوي"، ظل شغفي بقراءته، خارج شبهة المحرضات التي كرسته، منشغلا بمتنه، لا سيرته. وحتى بعد أن تورمت لغته إلى حد العجرفة؛ كنت أسوّغ هذه المثلبة، كاستجابة لغموض ميثولوجيا فضائه الصحراوي، كما لو أنه صائد حكمة، وصانع أسطورة، لا مجرد حكواتي؛ لكن القراءة المثابرة وحدها ستكشف عورة العجرفة، كمحض غلاف للغة هشة، حالما تفقد انسجامها لحظة اقترابها من بنيان المدينة، لا خيام الخرافة. وهذا ما حدث في " أحلام الفرسان القتيلة"، بوصفها أول مقاربة سردية، تغامر بتنضيد أكثر اللحظات توترا في ربيع ليبيا الدامي. لهذا سأغضّ الطرف عن كل ألاعيب السرد هنا، لأن الحيز لا يسع سوى الإشارة والتلميح، لا التنظير والتفصيل. وبالمثل سأغفل التطرق لخلفية الرواية، كفضاء، استعار وقائع وأخبارا ومعلومات يُشك أحيانا في مدى صدقها وحقيقتها؛ لكن باعتبار الكوني ميالا بطبعه لتذويب جملة من الأفكار كرافد رئيس يدعم مشروعه السرديّ، عبر المجاورة بين الرواية والمنظور الفلسفي للعالم المتخيل. من ثم؛ ليس في وسعنا إهمال أحكامه التي تخللت " أحلام الفرسان القتيلة". نشير هنا تحديدا إلى الحيز المؤذي، الذي تضمنته الرواية حول جزء من سكان ليبيا، باعتبارهم - حسب وصفه - آفة بشرية " من تلك الملة التي جاءت يوما من أعماق الأدغال برفقة تجار القوافل العابرة للصحراء. إنهم آخر دفعة من صفقة الرقّ ..." وهي لكبوة فادحة؛ تسيء لمسيرة روائي كبير، كنّا نكن قدرا وافرا من الاحترام لتجربته، إلى حد أننا اعتبرناها فتحا جديدا في سرديات الصحراء.

     كان من الأجدى للسارد العليم: عوض ازدراء عشيرة المدعو: " بركة " والتنكيل بتاريخ قومه ومعتقداتهم؛ الاكتفاء فقط بتلك المعالجة التي دفعته لإطلاق رصاصته الأخيرة؛ لتخترق نحر بركة، بوصفه مجرمًا، تقتضي الحكمة القصاص من شخصه هو، لا محاكمة عشيرته وجيناته الوراثية. لو اكتفى الكوني بهذا القصاص؛ لكان أكثر إنصافا، للحدث، وللرواية، ولتاريخه الشخصي.

الأربعاء، 15 مايو 2019

الحرب مرة أخرى


مفتاح العمّاري




_________   الحرب مرة أخرى

     هاهم الليبيون يخوضون حربا ضد أنفسهم؛ وها هي طرابلس مرة أخرى تحت القصف. كأن الحرب وحدها هي كل ما نملك؟ حتى لا نجد ما نفعله سوى أن نتقاتل. وفي نهاية المطاف تدمر ليبيا بسواعد أبنائها. قد تطول الحرب ( من يدري) وتتحول إلى آلة استنزاف لما تبقى من شبابنا؛ (ثروتنا البشرية التي لا تعوض)، فضلا عن المال والعمران والأحلام، ولن يبقى شيء سوى قبورنا وحطامنا. لا شيء سوى الحزن؛  الحزن والرماد.

    أعرف أن هذا الكلام قد لا يرضي من يزكّون الحرب ويحرضون على خوض معمعها؛ وسيعد نشازا لكل الأطراف المتحاربة، بمختلف اتجاهاتها ومذاهبها ومشاربها وانتماءاتها، سواء أكانت إيديولوجية أو عسكرية أو مدنية أو قبلية أو جهوية ... الخ. وقد يكون في آن مستفزا ومخيبا لمن يرون في الحرب ضرورة لإنهاء الصراع، بوصفها المسار الوحيد لتحقيق استقرار البلاد وأمنها، بل وديمقراطيتها وحريتها؛ إن لم تكن ( الخلاص النهائي) المرتجى.

   ومع ذلك لا يمكنني أن أبخس نفسي ممارسة استحقاقها، وأن أقول كلمتي (أي وجهة نظري ورؤيتي) في الحرب التي يتفق الجميع في كراهيتهم لها؛ ومع ذلك يأتونها مرغمين، وكأن لا شيء غير الدم المقدس من يتكفل بطرد اللعنة، أي لا بد من تقديم قرابين بشرية. هذا الطقس الدموي لا يتأتى إلا بعد أن تتواطأ الجماعة وتتآمر على تغييب العقل، حيث لا مجال للحكمة القائلة بحقن الدماء، واللجوء للمسارات السلمية عوضا عن الاقتتال. وهكذا يقتل الأخ أخاه؛ توهمًا لتحقيق العدالة، وأيضا لكي يكون الربيع ربيعا، عندما يُروى ثراه بدماء الضحايا.
       ماذا سنجني من وراء الحرب غير هذا الحطام الذي طال نفوسنا قبل بنياننا.   ألا تعد الكلمة سلاحا يمكن اللجوء إليه عوض لغة النار. أمم كثيرة عالجت أزماتها، وتوحدت أوطانها حين رأت في التصالح والتسامح عبر الحوار وتقديم التنازلات من أجل الحفاظ على كيان الأمة وصون مكتسباتها ولاسيما ثرواتها البشرية، لأن الفروسية لا تتحقق فقط بفعل حملة السلاح، بقدر ما تكون أمضى وأكثر شرفا وفخرا ومجدا حين تلجأ إلى الكلمة؛ لأن الله وهبنا العقل والحكمة والبصيرة والحلم لكي نحترم أفضال هذه الهبات، ونوظفها في صالح الحياة لا الموت.
¨     

   



الثلاثاء، 23 أبريل 2019

بريد الليل *



مفتاح العمّاري



_______   رسائل ضائعة
  

" كنت أعتقد أن الحب يكشف الأقنعة، وأنه الحقيقة كما علموني في أقوال المسيح... أشعر الآن بأنّ قناعا هائلا يغطي جسد العالم بأسره؛ بأن العالم ليس سوى تراكم آلاف مؤلفة من الأقنعة، وإني عمياء."

(بريد الليل)
      لا مكان هنا سوى ما تقضمه الغربة من أحلام مهجورة. ولا زمان إذا شئت، غير غرائب هذا الزمان. "بريد الليل"** رواية قصيرة، للكاتبة هدى بركات.*** عُصرت عباراتها بقوة؛ ليخرج الألم بكثافة؛ قطرة، قطرة. تحايلتْ لغتها بدهاء على خرسانة السطح، لكي تنفد وتتغلغل عميقا في الداخل إلى آخر بذرة ظلام تنمو. لغة حارة، مكدومة ونازفة، كأنها ما خلقت إلا للتنقيب والغوص في بواطن وأسرار ذاكرة معذبة.
      آلة السرد في بريد الليل، مقلع جحيم باطني، مفردات قاسية، مع كل ضربة فأس؛ تحتك العبارة بمناطق غائرة لا يفلها غير مواصلة الحفر بعناد حتى تصل إلى الغور وتكسر طبقته الصلدة، لتفيض مدافن الروح الهائمة بما فيها، نزيفا لسوائل زنخة، وريح عفنة، ودماء فاسدة، ومخلوقات دميمة، كثرت تشوهاتها فأمست بلا ملامح  لطول ما قبعت حبيسة في ظلمات كهوفها.

     هذه الرواية تدخل الآن حلبة المنافسة ضمن القائمة القصيرة المرشحة لنيل- الجائزة العالمية للرواية العربية-.
    بالنسبة لي شخصيا كقارئ، صارت منتخبات (البوكر) في نسختها العربية، ومنذ نشأتها الأولى تشكل زادا استثنائيا؛ فلطالما حرصت على اقتنائها وقراءتها، قبل موعد حفلها الختامي لإعلان الرواية الفائزة. وفي الأثناء، قد (يصدق حدسي ويخيب). من "عزازيل" إلى "حرب الكلب الثانية " مرورا ب"ساق البامبو" و"فرنكشتاين في بغداد: و "موت صغير"  داومتُ بحماسة لا يعوزها شغف المحب، كل عام على قراءة منتخبات قائمتها القصيرة، والكتابة حولها. لهذا يزهو أرشيفي الشخصي بعديد القصاصات التي تذكرني بهذا الاحتفاء الذي يجعلني مدينا لفضل مؤسسي الجائزة ورعاتها، وبالمثل لصناعة هذا الصنف من الخيال البارع الذي نضّده روائيون أرّخوا لمشاعرنا بسرد روائي طموح ومتقن، دائم التفوق على نفسه وواقعه. ولعل هذه واحدة من المآثر التي شكلت بالنسبة لي محرضا كبيرا لمقاومة المرض والتشبث بالحياة، طالما هناك من هو قادر على خض أرواحنا حتى لا تنام .
*مقتطف من قراءتي في رواية بريد الليل
**دار الآداب ط أولى 2018.
*** روائية لبنانية.

___________

الثلاثاء، 16 أبريل 2019

الجديد :


__________
تقطير العزلة

محاولة لتدوير خانة الصفر
__

يصدر قريبا :




أطفال الحرب

                                                                                               

     أجل أعني أطفال الحرب لا الحب. الحرب التي مهما كانت نزيهة وعادلة وذات أهداف سامية، لكنها حين تتخذ من المدن جبهات قتال، وتخوض اشتباكاتها داخل الأحياء السكنية؛ حتما ستكون وحشا أعمى، أهدافها عشواء ونيرانها طائشة؛ لأن المدنيين الأبرياء ولاسيما الأطفال منهم، هم وحدهم من سيغلبون على أمرهم عندما يتعذر تأمين ممرات آمنة للعوائل.
     خلال هكذا صنف وحشي من القتال سيكابد الأطفال معاناة الترويع والخوف، باعتبارهم الفئة الأكثر تضررا وأذى؛ ولعل أطفال ليبيا طيلة ثماني سنوات توغلت خلالها النزاعات المسلحة بين المتحاربين في أكثر المناطق السكنية كثافة واكتظاظا، من مصراته إلى طرابلس وبنغازي وسرت، مرورا بدرنة والزاوية وسبها، عايشوا درجات عالية من العنف المسلح، هي أكثر تعقيدا من أن تستوعبها أذهانهم وتتفهمها عقولهم الصغيرة.
    إذا لا ريب أن أطفال هكذا مدن منكوبة هم الضحايا الأكثر تضررا وأذى، بوصفهم الحلقة الأضعف في أتون الحرب وجحيمها. ونحن طيلة هذه المدة، لم نفكر جديا في إيجاد السبل الكفيلة لتجنيب أطفالنا مشاهد العنف المسلح، ومضاعفاتها المعنوية وأمراضها النفسية. فأطفالنا الذين كانوا بعمر العاشرة خلال سنة 2011 هاهم قد أضحوا في مقتبل الشباب، ولعل آفات الحرب وأوبئتها تتجلى بوضوح في سلوكهم وثقافتهم، طالما قد تربوا على مظاهر القتل والكراهة وتداعيات الفوضى التي لا تكف عن تقويض ما تبقى من أحلامهم الصغيرة.
    كثيرة هي الشواهد التي يتحول فيها الضحايا إلى مجرمين. طالما ليس في وسع الحرب سوى إضافة المزيد من الموت والخراب والتشوهات البشرية. في رواية (الدفتر الكبير) للكاتبة: أغوتا كريستوف، يتحول الأطفال تحت ضغوط الحرب إلى قتلة؛ حيث لن يتورع طفلان توأمان، لم يبلغا سن المراهقة بعد، عن ارتكاب أبشع الجرائم، ليمسيا محض وحشين صغيرين؛ لأن أول شيء يمكن للحرب أن تفعله، هو إعادة  تدوير نفسها لحظة أن يتماهى الصغار بثقافة عنفها التي شوهت سلوكهم، لتنقلب الكائنات البريئة إلى وحش كاسر، من ضحية إلى مجرم.
     هذا ما يحدث؛ طالما الحرب، لا تزال تفرض جنونا يتعاظم، وتقترح المدن ساحات قتال. ولهذا: مهما بلغت عظمة انتصاراتنا لصالح مبادئ مقدسة وقيم سامية؛ فأن خسارتنا ستكون جد فادحة، عندما ندخل المستقبل بأجيال معاقة.
¨