وسادة الراعي

وسادة الراعي
مدونة الشاعر: مفتاح العماري

الجمعة، 1 أبريل 2016

يدُ الموناليزا

مفتاح العمّاري 




___________ مِن يد الموناليزا *


في الحرب
كنت ألعب عند باب البحر
غافلا عن قذائف فرسان الملكة إيزابيلا .
في الحرب لم أحفل بأسماء رفاقي الذين ضيعوني
كنت عربيدا أعبّ النبيذ في خمارة قوس ماركوس ،
صعلوكا  في (سوق الخبزة ) ابحث عن سكين لمعالجة بطيخة ناضجة منحني إياها مزارع من سهل جْفَارَة .
لم أحزر حينها أن (مراد آغا) ورهطه من الأسرى
 سيبنون قلعة حصينة
وبعد هزيمة فرسان القديس يوحنا
 سيمكثون هنا أربعة قرون
  حتى تتعفّن ترهاتهم في سقيفة التاريخ

لهذا كلّما دخلت غرفة  ( للْاحلومة ) لتنظيفها من البق والغبار
أحاذر مزاج الكسوف ،
وغدر يوسف باشا
الذي يتجول في ردهات القصر متنكرا بأردية الحريم .
لكن ماذا لو أتقنت رسم امرأة لها ثغر الموناليزا
 عوضا عن تعلّم الكلاشنكوف ، وركوب المدرعات
ماذا لو أجرينا تعديلا بسيطا على كتب التاريخ العربي وجردناها من كل الفرسان الذين صنعهم خيالٌ مريض ،
وأوكلنا لزرياب وحده
تعبئة الفراغات التي  تركتها سنابكُ الخيل .
**
في يوم ما
 كنت كلما مررت بمحاذاة قلعة باب العزيزية
أتخيل حديقة بدلا من ثكنة .
والآن
بلادي ضاعت ، وأنا لم اعد ذلك الفتى
 كل ليلة أحاول تدبير ممر آمن للنوم
وأهمسُ لكِ 
أعطني يد الموناليزا .
___  
*مقتطفات من قصيدة للشاعر بعنوان : يد الموناليزا .
طرابلس
ديسمبر 2015


الأحد، 27 مارس 2016

اقرأ

                                          مفتاح العمّاري



     

__________      فقط اقرأ




     عليك أن تقرأ آلاف الكتب لكي تستخلص بضع كلمات تجعلك أكثر قربا وحميمية من روح العالم على رأي " باولو كويلهو "  . بضع كلمات متخفية ومضمرة تتوزع هنا وهناك بهيئة ضوء أو عطر أو موسيقى ، وقد ارتدت من بهاء الشكل وسحره ما يشبه نبتة أحيانا ، أو سمكة أو لونا  أو حجرا أو امرأة ، فللكلمات هي الأخرى حياتها الخاصة بها ، ولكي تستدل عليها يلزمك أن  تتعلم الكثير من الخبرات ، وتكتشف سرّ العناصر والأسماء والأشياء ، كالنار والماء والهواء والطين والنحاس وحركة الكواكب ، ولغة النجوم . كما يقتضي الإنصاف فهم ما تمليه الرحلة من تقلّبات الطقس ، ودورة الفصول ومزاج الريح ، وأنفاس الشجر وسفر الغيوم ، ورهبة الغيث  .لهذا يصعب لملمة إشاراتها من كتاب واحد .. أو الاكتفاء بقراءة الشعر وحده طالما يمكن التخمين بأن تكون تلك  الكلمات  مندسة في حكاية باهرة تفنّن الرواة في سرد تفاصيلها وبثّ السحر في فضائها لكي يصبح قمينا بغواية المجاهل التي قد تكون الكلمة من بين خفاياها الكامنة في رفرفة جناح أو ارتعاشه ضوء . ولعلها قد افتتنت ببهاء الطبيعة فتخبأت في عين ماء ، أو حبّة رمل . لكنك قد تتساءل : ألا يجدر  بنا الوصول إلى تلك الكلمات من دون أن نتكبّد كل هذا العناء الذي قد نتجشّمه بقراءة آلاف الكتب . أجل ، قد يمكننا العثور على تلك الكلمات دونما حاجة إلى قطع هذه الرحلة الشاقة ، غير أنه سوف يتعذّر علينا في الوقت ذاته فهم تلك الكلمات ما لم نستعن بما ابتكرته مخيّلة الفلاسفة والمفكرين والحكماء والشعراء والخطّاطين والرسامين والموسيقيين  . لأنهم جميعا كانوا يسلكون الطريق ذاتها . لهذا يتعين علينا اقتراح ما يلبّي معرفتنا . السنا جميعا في حاجة لاكتشاف ما نجهله . لذا تقتضي الحكمة أن نتعلّم دائما ، إذا أردنا معرفة البراهين التي تدلنا على تلك الكلمات الضائعة ، وفي الوقت نفسه أن نصطاد القليل أو الكثير من المتعة صحبة الكتب التي تنتظرنا . فثمة أطوار شتّى تمرّ بها  حياة الكتاب ..  بدءا بصناعة الورق والتأليف والطباعة والتوزيع ، وانتهاء بالعرض ، مرورا بالشحن والنقل. يستغرق الكتاب رحلة طويلة لكي يصل إلينا ؟ لذا علينا إكرام وفادته ، وأن نهبه حقّه من المديح و العناية والاهتمام والإصغاء ، إنصافا لتلك الكلمات التي تدور . فقط ، اقرأ .

الخميس، 17 مارس 2016

شكراً لكل شيء

مفتاح العمّاري


شكرا أيتها المحنة ، قد وهبتني الروح العظيمة التي تبتكرها هشاشة الجسد ،
شكرا للفقر الذي ما انفك ثراؤه يؤثث الفراغ . شكرا  للجوع الباذخ الذي دلنا على رغيف الصبر فغدت الآلام سهوا لا وزن له  ،  للكتب الأصيلة والرديئة والتي بفضلها جميعا تعرفت على الكثير من الأسماء .   لثكنات الجيش بسجونها ومراحيضها وساحاتها وجنودها الطيبين والماكرين والحمقي ، وضباطها السفلة ، شكرا لصحراء الجنوب والخنادق  ، للصباحات المبكرة في كالابريا بنوافذها المرحة وهي تتقرّى عزلة جبال كاتنزارو الموحشة ، للوضاعة دونما ريب وقد أتاح تسلطها معرفة السمو عن كثب ، كإنصاف متأخر لترهات المرض التي جعلتنا نستمد الإعجاز من أبلغ العبارات وهنا ، للمستشفيات بلا استثناء في الوطن والغربة ، للجراحين الأدعياء والمهرة ، للممرضات الحنونات والقبيحات، للغرف الحميمة ، والباردة التي  كلما ضاقت جدرانها اتسعت حجرات البدن ، وتأثث فراغ الوادي رحم الكلمات البريئة . شكرا للوفرة الطاردة التي يهبها الهامش  صرامة التاريخ  ومهابة المعنى ، فلم تعد الأسماء محض صمت يتململ تحت الغبار . شكرا للعتمة السخية ، وتلك النشيطة التي كشف نورها عن ضرورة الكوى  واشراقة الضحك ... شكرا للخلوات المؤكسدة بثاني ميتا فيزياء الخوف والخرافات الرقمية ،وأساطير الغيلان الصديقة  ، حيث يمضي الليل مشفوعا بنقيضه ، ثم شكرا، للأطفال الأصدقاء بألعابهم الثرثارة ، ودسائسهم البريئة ، للصحف الجادة والكاذبة والدعية  ، للسفر الكارثي، للعواصف الخارجة عن قانون الريح ، للزلازل والآفات المبتكرة والأعاصير المبرمجة تبعا لتخمة الكواكب الحاكمة ، للشعر ، للنبيذ والحليب والماء والملح ، شكرا لحروب الفضائيات السعيدة وهي تنمو بضراوة شرهة لكي  تعلمنا كيف نتوق لحرائق أكثر بردا وسلا ما .
شكراً أيّها الخلص ، والحمقى الأوفياء ، الطيبون  النبلاء  ، الفرسان  المغاوير ، الأبطال والشعراء المتمردون الطيعون ، لقد اكتشفت  الكثير من النقائض و الإشارات ، ورأيت ما لم ير .
 شكراً  طرابلس ، كان حليب رحمتك طيبا وسخيا ، وماؤك المالح لا يضاهى .
 شكرا للربيع الذي كشف عيوبنا وأطلق سراح الحيوان فينا فغدونا شتاتا ، وهذا من فضل الثورات الخفية ، ثورات الذبح والنهب والخراب .
 شكرا للحرب ، وللذين تهدمت بيوتهم وفقدوا أطرافهم ثم هتفوا : شكرا لأننا مازلنا أحياء .
  شكرا لكل الأعوام التي انقضت، والتي تأتي ولا تأتي . لكل شيء تطلقه البيوتُ والمداخن والنفايات ، لرائحة الخبز والطبخ وقهوة الصباح وهذيان الأحلام التائهة . شكرا لمن ساهم في إطلاق سراح هذه المدونة .
شكرا لإمبراطوريات المجتمع الافتراضي كآخر معقل للمهذراين والأغبياء وهم يحصون في بلادة غريبة قوائم المتابعين ونقرات الإعجاب ، فطوبى لصنّاع التوحّد وآخر مبتكرات العزلة حيث العالم رهن الأصابع الطائشة وغويات الصدف الغشيمة .
وأخيرا شكرا لكل شيء ، بما في ذلك سماسرة الثورات ودهاقنة السياسة ، وتجار الحروب ، وحثالة الأنتلجنسيا من المناضلين الأشاوس ، نهابي الفرص كآخر مبتكرات للغائط .  والمجد لك أيتها المرأة الحبيبة التي بلمسة واحدة تخترعين معجزة الحياة . شكرا للحب وكل الصدف التي هيأتني لتكريم وردة بين فخذي حياة مارقة  ،
 وللعطر كيفما كان ، عابرا أو مقيما في ذاكرة الوسائد والصور .


الأربعاء، 9 مارس 2016

كلّ امرأة اعطيها اسماً..

مفتاح العماري 




حتى لم يعد لديّ ما يكفي من الكلمات



حتى الآن قد شطرت العديد من المعاجم بحثا عن شيء أتوهم بأنني ضيعته أثناء سقوطي من سلّم الطفولة ، كحادث عابر في أول الأمر .
**
 في يوم ما قلت :  
لا وجود للشعر بعيدا عن منازل النساء .
في يوم ما أيضا كنت عربيدا ، حين كتبت قصيدة " رجل بأسره يمشي وحيدا "

**
لكن عندما غرقتُ في النثر ، استأثرتُ بموتي ولم أصرخ كما يتردد  في مقاهي النميمة .
**
حتى هذه الساعة قد تجاوزت بصمت العديد من الثكنات تاركا أطلال الوجع وخرائبها الدامية تستغيث بظلي، وأبيّ الذي مات قبل أربعة وأربعين شتاءً . متجاهلا كل معاركي الصاخبة مع الجراحين والممرضات وسائقي الإسعاف .
**
غير نادم بالطبع حين سلّموني ( كلاشنكوف)  وحملوني إلى جبهات الجنوب . ولا أخشى  من تفسّخ تاريخي في صحراء صبورة ، ربيت مكرها على مهل  .
**
 صحيح : قد تعبت ،
صحيح : فقدتُ جزاء كبيرا من مشيتي ، وتعذّر عليّ استعادة خطواتي الرشيقة
وضحكتي الأولى عندما كنت اقفز بخفة من مدينة إلى أخرى :
 صحيح : كل امرأة أعطيها أسماً ، حتى لم يعد لدي ما يكفي من الكلمات .
 لهذا ظلت قصائدي الأخيرة دونما عناوين .
اتركها تتخبط داخل صناديق مهجورة
 حتى تتساقط حراشفها وتفقد ذاكرتها النشيطة .
**
لهذه الأسباب وغيرها سأتشبث بحبكِ

 تاركا خلفي فوضى المستشفيات وأشلاء الألم .

الثلاثاء، 16 فبراير 2016

مدينة *


·        مفتاح العمّاري




مدينة


هنا في المدينة الكبيرة
 الأسماء من كثرتها  لا تُحصى
يمكنك أن تجلب من السوق باقة ورد ، ولعبة طفل تعزف الموسيقى 
أن تحمل كيكة صغيرة و شموعا ملونة لمناسبة مبهجة 
وربما كتابا ، أو مجلة مصورة .
 وسوف لن تسأل نفسك  : كم اسما تحمل بين يديك ؟
في الصحراء ،  الأسماء على قلتها
لا تجتمع في خيمةٍ واحدةٍ من دون أن تتقاتل  .
**
في المدينة :  الظلالُ أيضا من كثرتها لا تُحصى
ستعبر الشوارع آمنا
لأن الظلال رعايا مسالمون . 
في الصحراء سيختلف الأمر ،
في الصحراء : ظلك ملكٌ
وتحت قدميك ،
 بلا ظلال يصرخ الرعايا .
_____  

31 أكتوبر 2014
* اعادة . من  قصائد المجموعة الشعرية  ( ثكنات ) . الناشر : بلد الطيوب يناير 2015 . 

الثلاثاء، 2 فبراير 2016

جنازة باذخة : قصائد زمان (15)





____________ جنازة باذخة


حكايةُ من هذه السادرة في نهبها
القوافي دوائر ياقوت
وهي الجسد
فكيف أزيح الغبار
وأرفو اليقين شقيق الكذب
وصخبك يحجب الشمس
أيها المتنبي
كأنك الأبد
وما تبقّى زبد .

**

حكاية من هذه التائهة موشومة بالأجراس
تخسر السفر والمواعيد
والقمر الوحيد يؤبّد النظر
بقبضة مفتوحة على غدر الأمهات
واثقا أن البلاغة غربال الريح .
**
إذن سأنتظر القطار الكهل
وهو يطحن بصفيره زجاج العابنا
والكائنات البريئة تهتف عبر نوافذ
راكضة ترشق المسارب بالأحلام .
وان يكن وقفي بلا ظل وماء
ولا شيء الآن باسمي يسمّى
سيظل كل ذئب تاه في لغتي
كنز عواء .
**
لست شيئا
غير أني أرى الرمل يعتلي ظهر المشيئة
ويغتصب الجهات
وأرى الشوارع
حفلة صيد
أنا العديد في جسدي
ترتعد عناصرُ الجارات تحت أغطيتي
ويقرع الشتاءُ أبوابي
ولا أحد يأتي .
أنا البعيد في لغتي
حين بدأت الحرب أخطأتني حظوظ الصبايا
يقينا أني جربت الحمام
وطيّرت الرسائل والحدائق والقبل
لكنهم صنعوا الأسوار
وجلبوا البنادق والنياشين
وصور النساء الغمّازات
ونحن الصغار لم نشتر بعد
لوازم الرحيل إلى البلد
لكي نطوي الرمل الكفيف خلفنا .

حكاية من هذه الضالة
تبحث عن صبيّ ضيعته الأمّهات
جميعهُنّ حفرنَ وشمَه
أمّهات من سلالة القطط
تجمعهنّ فمٌ باذخة بالمواء
أمهات بلا أحد
سوى أن الحروب الصغيرة
تقود الخيال إلى مهب جامح
ولا أحد يأتي

**
ستعلو فوق صوتي قال الغراب :
أبواق النفير
ويحبسني لوني في العلو
بعيدا عن أبي أمحو جلالة الألم
وأضع فراخي
أنا الغرابُ المستجير
تقف الجيوشُ بأعلامها لداميةِ تحت أجنحتي
ويحتدم السعير
محتفلا بسمائي والقوانين التي يسهل خرقها
أحرس الولائم بأقفال لا يعبرها الضوء
متأهبا لإيقاظ المعادن
أخطف النساء من معاقل النثر
وأطيرْ

**

لماذا أيها الحفاة تتبعون سنّة الوهم
تحزمون الصحراء الشائخة تحت ظلالكم الجريحة
صوب المحطات البعيدة
وتنتظرون هبة الحواس
وهي تصعد الوسائد
التي يفلت ريش أحلامها عبر الشرفات
ليهب الحبّ للتائهين
والنوافير قبعات تهطل بالألوان
والعشاق دوائر يسيجون مهابة النظر
ويحيطون اللغات
بصمت اللغات .

**

حكاية من هذه الدائخة بتواريخها الخاسرة
والجندي التائه ، تائها يقطّر بلاغته النازفة
- أعطوني اللغةَ السمراءَ الهابطة بالغنائم
يحرسها الإعجازُ الأصيل
أعطوني صفة الضوء وكلام الرسل
لأحلّق بفخامة
غير ملتفت لقميصي
وقد فخّخته النجوم
ساعتق السفنَ وأخلط الأسماء والعناوين
ليتوه الخلقُ في معرفة المفاتيح والساعات وأشكال الكواكب
والخيول .

دعوني أسمّي الوطن الثقيل طفلا قتيلا
يجاور التيه ، واسمّي الأحلام بنوافذها المأهولة بالغرقى
أعطوني الذئبة شقيقة اللعب
معلّمتي الضحك ونحن نعبر الغايات ملتبسة
بظلال الأمهات والأبناء
الملدوغين بهزائم النظر
واعدين المستحيل بجنازة باذخة
أعطوني الأميرة حامية المباهج
التي قصائدي حصانها إلى طروادة الروح
وبلاغة الجسد 
وان يكن وقفي بلا ظل وماء
ولا شيء الآن باسمي يسمّى
سيظلّ كلّ ذئب تاه في لغتي
كنزَ عواء .
______ 
الرملة 29 يناير 1999


الاثنين، 1 فبراير 2016

لكي نتقي البياض الغبي : قصائد زمان (14)

مفتاح العمّاري



كأسٌ لكي نتّقي البياضَ الغبيّ


كأسٌ والشفاه معاقل صيد
هي حمالة أختام ومجاز ورؤى
بخارها  نعيمُ الناسك
وقبلتُها مسافةُ التائهين
كأسٌ لكي نتقي البياض الغبي

كأس للفتى الذي يقترف سماء الغرف.
وللكهل البهي ، صديق المنجنيق

كأسٌ للجندي
الذي عاد من بلاد النهب والغزوات .
كأس نعلمها الطواف بين اللغات
أصابعنا محطاتها الساهرة.
وللشيخ صاحب المسارب التي تستدرج
الخائبين
كأسٌ ، والشفاهُ معاقل صيد
هكذا
للأمهات نطيّر النجوم
ونسرد جهاتنا الضائعة

كأس تدور بيننا
كوكب خيال نحملها القصائد
والأنهار والمدن
ونهبها ثلجا إذا شئنا
وإذا تهنا يدلنا الساقي علينا
بدورة أخرى
وأخرى تجاور التيه  
لكي نتقي البياض الغبي 

فأقترب أيها الرائي
وخد خيطاً من الماء
وخيطا من قلبك  الدامي
فهي قمر سقطت فضته عليك

خُذْها 
وأطلق أسماءنا في زرقة الليل
حرة مثل وحوش تقتحمُ بساتين خالقها .
خذها
فأنتَ نبيّ.  
____ 
الرملة . 15يوليو1999

من قصائد المجموعة الشعرية ( جنازة باذخة ) .

ليلة القدر : قصائد زمان (13)


مفتاح العماري





__________________  ليلةُ القدر

في ليلة كهذه
مقيمة أنت بلا زمن
ما من أحد يجرؤ على إيقاظك
وحيدة ترشقين السماء
بالامنيات الجارحة
وتصرخين : خذ صدري أيها الشاعر
في ليلة كهذه
وحيدة تهطل نجومك
مسارب كحل
تنحدر على كتف عاشق غامض
يكدس في حقولك نساء أخريات
أقل منك جمالا
وأصغر من أطفالك الأنبياء
في ليلة كهذه
يبعث الخيال لأجلك
ولأجلك يستيقظ الطائر الكهل
من عش القصيدة  ..
ويهبك رئة أخرى
ولأجلك يبتكر الأرض الجديدة
والمطر والخيول .
_____ 

طرابلس 10  مارس 1999

الجمعة، 29 يناير 2016

نساء . قصائد زمان (12)


مفتاح العماري
اللوحة للفنان : صفوان الأيوبي

_____________    نساء            


أجمل ما في النساء                  
كونهن  نساء .    
                     
أجمل ما في  الكلام                   
إعراب  النون
وتصريف التاء .

وأجمل ما في  الشعراء
نَسْوَنة  العالم
وتأنيث الأشياء  .
__
طرابلس . ربيع 1987

من قصائد المجموعة الشعرية ( رجل بأسره يمشي وحيدا ) .