مفتاح
العمّاري
سيرة العطب
هذا
الكهلُ الأشيبُ هو الجنديّ الذي سأحدثك عنه أيتّها الأميرٌّة الصاخبةُ بغبارها
البارق . دعيه يهجع قليلاً قريباً من أنفاسك ، راقداً بين حواسّك كثقل من الموسيقي
الناعمة ، حاراً يسرى بعذوبة عبر مسامك موغلاً في السرد الثمل ، إلى
الحّد الذي يجعلك تكذّبين لوامسك الفاغرة وتهذين بوجود شاخص لا غبار عليه ، تتحطّمُ فوق سّدته أسئلة اللهفة حيث الثياب المنيعة
تنحلٌّ بطاعة عمياء ، وتستسلمٌ أٌقفالٌ الكشف مأهولة بالإعتاق .. لا إرادة لها سوى أن تكون دونما ريبٍ جديرة
بالعطب .
هذا
هو الجندي : تائها بين أو شامه العربيدة .. خذيه برفق .. فهو يكذب أحيانا ويعبثُ
بهروبه الغامض .. متسكّعاً بين شوارع النثر ، يشطرٌ الوهم غائباً عن ذويه / مٌهملاً نسله الرائع / متخّطياً بثبات قبائل
لغوٍ صلبة ، ومومياءات ثرثارة تتآمرُ على سفك عزلته الوضيئة / عنيداً كعادته يقضمُ
اللذاذة بأسنانٍ شرهةٍ تأكل روح خالقها . فهنيئا لكِ بهذا الباسل الطيب ، العّراف الكسول ، الذي ينام بعد الأرض متحّرراً من أعبائه ، سريرٌه الخيال
، وسريرته الرؤى .. كل ليلة قصيدة أخرى .
___
طرابلس . يناير 1993