وسادة الراعي

وسادة الراعي
مدونة الشاعر: مفتاح العماري

الجمعة، 28 أغسطس 2015

سيرة العطب ( 1 )

مفتاح العمّاري

سيرة العطب


      هذا الكهلُ الأشيبُ هو الجنديّ الذي سأحدثك عنه أيتّها الأميرٌّة الصاخبةُ بغبارها البارق . دعيه يهجع قليلاً قريباً من أنفاسك ، راقداً بين حواسّك كثقل من الموسيقي الناعمة ، حاراً يسرى بعذوبة عبر مسامك موغلاً في السرد الثمل  ،  إلى الحّد الذي يجعلك تكذّبين لوامسك الفاغرة وتهذين بوجود شاخص لا غبار عليه ،  تتحطّمُ فوق سّدته أسئلة اللهفة حيث الثياب المنيعة تنحلٌّ بطاعة عمياء ، وتستسلمٌ أٌقفالٌ الكشف مأهولة بالإعتاق ..  لا إرادة لها سوى أن تكون دونما ريبٍ جديرة بالعطب .
     هذا هو الجندي : تائها بين أو شامه العربيدة .. خذيه برفق .. فهو يكذب أحيانا ويعبثُ بهروبه الغامض .. متسكّعاً بين شوارع النثر ، يشطرٌ الوهم غائباً عن ذويه /  مٌهملاً نسله الرائع / متخّطياً بثبات قبائل لغوٍ صلبة ، ومومياءات ثرثارة تتآمرُ على سفك عزلته الوضيئة / عنيداً كعادته يقضمُ اللذاذة بأسنانٍ شرهةٍ تأكل روح خالقها . فهنيئا لكِ بهذا الباسل الطيب  ، العّراف الكسول ، الذي ينام  بعد الأرض متحّرراً من أعبائه ، سريرٌه الخيال ، وسريرته الرؤى .. كل ليلة قصيدة أخرى .
___

طرابلس . يناير 1993