مفتاح العمّاري
اللوحة لكايل طومسون |
لا أريد تاريخا ينبح على
العابرين
خذوا بساتينكم وأعطوني غابتي المتوحشة ،
أنا ذئب اللغات سأعوي بعشرين
طريقة
لكي يستيقظ الجياع ويخرجون من
تاريخ كهوفهم
خذوا أمجاد حروبكم واتركوا قصيدتي ،
لا أريد تاريخا ينبح على
العابرين .
خذوا قصوركم وأسواركم وحراسكم وأعطوني أغنيتي ،
أنا عطشان ، وحبيبتي تنتظر ،
خذوا القاعات والفنادق
والمنابر والخطب ومكبرات الصوت وتذاكر السفر والجوازات الحمراء وأعتقوا خيالي ..
أريد اسمي بسيطا ومهذبا بخمسة
حروف صقلتها أقفال التجارب ،
فألمي يتفاقم وأطفالي يكبرون بلا وطن .
خذوا جيوشكم وأعطوني وردتي
فحبيبتي تقف عند المنعطف
خذوا غباركم ..
أريد سماء قصيدتي صافية بلا
دساتير ومعتقلات
خذوا كنوزكم
وردّوا لي ذاكرتي الأولى عن الفقر والأكواخ والمطر والأعياد .
خذوا نقودكم ، أريد وحلي نظيفا من الصخب واللصوص .
خذوا قوانينكم أريد أن تظل
مقاهينا بلا مخبرين وصحفنا بلا مقصات
وأناشيدنا بلا عواصف ، وأقمارنا بلا قضبان وعطر حبيباتنا يسافر.
خذوا جدرانكم أريد الريح والعصافير والخيول والصدى.
خذوا النفط والذهب والطحين ..
تكفيني بضع كلمات لكي أحلق
أبعد من مدى .
خذوا التعاليم واللوائح والأعلام والأناشيد
أريد لغتي فسيحة بلا حواجز وأسلاك شائكة وخرائط وحدود .
خذوا شيوخكم بعيدا عن صلاتي
أريد الله كما عرفته وأنا أبكي على قبر أبي .
واتركوا لي شأن ذئابي أعرف كيف أربِّيها .
اتركوا لي صراخي وفوضاي
اتركوا لي قماشة خيالي أتدثر بها .
خذوا أحذيتكم الثقيلة ونجوم
النحاس بعيدا عن طاولتي
وأعطوني فنجان قهوتي وردّوا
لي هدوئي .
أعطوني غيمة
لعلّي أرسم ربيعا جديدا .
_______
كاتنزارو 10
مارس 2008