مفتاح
العمّاري
أرض الحليب
تعلّمتُ الأسماءَ ،
قلتُ بلادي
شكّلتُ من أحرفها منازلَ حُلمي
وحفرتُ قريباً من سرّتِها
بئرَ ألعابي .
وحين هتفتُ مزهواً بحليبِ يديها
صرتُ بعيداً
تشردني أسبابي .
فدنوت
بأصابع شفتها العزلة
لأرمم ضحكتها بمآثر روحي
رأيت بصّاصين
يحيطون حبر هدوئي .
صرختُ :
بلادي
بلادي
فأنكرتْ صوتي .
كأنّه من حجرٍ مهجورٍ قُدَّ صوتي
وصداهُ تيهٌ يتشظّى وحيداً في غربته
ويقترف غموضاً مهووساً بمرابض أُخرى
لا أفهمها .
فتركتُ على الرملِ كلّ مفاتيحي
وأهملتُ مراتعَ جسدي
وتعاليمَ كتابي
وقلتُ :
إن يكن قد تجعّد وجهُ ظلّي
وذبلتْ نوّارةُ قميصي
واحدودب ظهرُ بابي
يكفي أنتٍ أيّتًها السماويةُ ارضُ الحليبِ
أنت أمّي الصغيرة
وأنا الطفلُ الذي يرقص الصبح
على مخدّته
أنثرُ الشموسَ في ليلِ حمّامكِ
وأغنّي
أنتِ بلادي .
______
سواني بني آدم 21 أكتوبر 1995
*من قصائد المجموعة الشعرية : رحلة الشنفرى .