مفتاح العمّاري
" .. وقال لي القرب الذي تعرفه مسافة ، والبعد الذي تعرفه مسافة ،
وأنا القريب البعيد بلا مسافة . "
- النفّري -
نهج الطاو
أن تكون واضحا ، تلك مسافة أكثر شفافية وسطوعا وتبسطا .
الوضوح صفة لا تحتمل عندما يدخل العالم إلى مناطق مظلمة .
تبدأ الحياة بمسافة ما ، بإشارة ، بكلمة .. بضوء .. بشهقة .. بحركة .. بصيحة .. بابتسامة .. بعض هذه المسافات تشاطر الموت .
الحوار أيضا تلزمه مسافة ما لكي يستيقظ من سباته..
يمكن أن يكون مزاحا أو لعبا .. لكن الكلمات ما تلبث أن تشي
بخبيئها .
أن تجد مسافتك فجأة فائضة عن حاجة المحيط .. فأنت ولأمر ما .. قد تكون أكثر بعدا من أن ترى .. وأبلغ دقة من أن ترصدك الحواس .. وأقوى أثرا من أن تختزلك لغة العابرين . لأن جوهر الأشياء يكمن في خبيئها الذي لا يمس .. لهذا ينبغي أن تكون سعيدا كلما وجدت بعدك عن العالم يزداد قربا .. وقربك من العالم لا تحده لغة أو يحيطه زمن .
الحب مسافة / المرح مسافة .. الذي لا يتألم لا يدرك سعادة الحب / لهذا كان القبح ضرورة لكي يكون الجمال جمالا .. ولهذا أيضا كان الموت نصف الحقيقة .
____
طرابلس . 20 أغسطس 2007