وسادة الراعي

وسادة الراعي
مدونة الشاعر: مفتاح العماري

الأحد، 29 نوفمبر 2015

مقعد لعاشقين : سالم العوكلي

مفتاح العمّاري


مقعد لعاشقين*

     دعونا لا نتّفق ، هذه العبارة عتبة ممكنة للإطلالة على آخر إشارات التفوق الإبداعي في الشعر الليبي الأجدّ .  فها هو الشاعر سالم العوكلي يكرّسُ بهدوءٍ طموح ، الاختلاف والتّجاوز .. وبنشاط متزايد .. كما تشي به كائنات مجموعته الشعرية : مُقعد لعاشقين  ، والتي تجاور بين سؤال الهوية وقلق الشعر كطريق للمعرفة ، من دون أن تغفل شحن الكلمات بما يليق بها من خصائص جمالية وتفانين أسلوبية .. لكتابة شعرية تهجس بالاختلاف والتلقائية الفادحة . وهي على الرغم من بساطتها ، لا تضاهى .. قياساً بألمع التجارب الشعرية العربية المعاصرة ، وأكثرها شهرة . لذا تُعدُّ  هذه التجربةُ لما تنطوي عليه من حساسية جديدة وذائقة متطوَّرة، بمثابة بيان شعري للخروج عن الهجانة والانبتات .. وفضح المستنسخات الباردة التي لا حياة فيها ، وأيضاً دعوة للاختلاف ووضع البصمات الحقيقية لما نعتقد بوجوده من قيم شعرية أصيلة وأسس جمالية تعبّر عن هويتها داخل النصّ الأدبي ، ضمن شروط التجديد والمغامرة .. وتجعل من ذاتنا متحقّقة في جوهر الكتابة ، كممارسة إبداعية مؤمنة بجدواها .. تحتفي بقداسة الشعر كسبيل للتحقّق والمعرفة .. ومن ثم هي حالة واثقة تأنس لعنف المخيّلة وصلابة الوعي الرصين ، وضرورة التجاوز كردَّ شافٍ على المشكّكين  في قدرات الكتابة الشعرية الجديدة ، لتقول لهم ما الضرر إن كان الحلم دليلنا . إذاً هذه علامة أخرى تشي بالحبّ والحياة . فقط دعوا القصيدة تتنفّس :



" دعوا القلب يكتب سيرته
دعوا الحمامة تنام في حجر المئذنة .
دعوا البنت  ..
تقصف بشعرها المرسل ..
جدار الحكمة  .
دعونا ..
دعونا لا نتّفق .
**
دعونا في زاوية المقهى  
نقيم منفانا الصغير
نخرج المرأة من عروضها
ونهمس الشعر الجديد
دون أن نلتفت
...  ...  ...
ربما يوماً سنغنيّ
فقط
لتعرفوا الطريق إلينا . "
___ 

كتبت احتفاء بإصدار المجموعة الشعرية مقعد لعاشقين 2001