مفتاح العمّاري
ظلُّ
الأعْرج
يحدث في هذا الليل، حين ينقطع التيار
الكهربائي ،
يحدث
لكي أزيح عشرات الثكنات عن كاهلي ،
وأنفض ألفي عام من دخان الغزاة ،
أن
أصغي لأغنية مجهولة تنبعث من داخلي
غير مكترث لهزيمة الأرق بأقراص النوم .
وأن أفكّر بطريقة جامحة في كتابة قصيدة ،
على بصيص شاشة هاتفي المحمول .
هيا يا عزيزتي ، أنت كلبة مطيعة .
**
**
كما يحدث
في الأثناء أن افقد نظارتي ،
لكنني لن أصخب مثل ذئب فوق تبّة مهجورة ،
لأن الظلام مهما تعاظم لن يحول بيني وبين المشي حدّ التعب.
**
يحدث ،
**
يحدث ،
فيما يقتحم اللصوص بنوكا وشركات .
أن أسلك طريقا بعيدا عن روما .
وأرسم خططا
لغزو المخيلة .
فيما يسرقون الثورات ويسطون على مخازن
الألفة .
أجتاح اللغة بحثا عن شجرة أصيلة ،
أو طائر فوق حطام .
**
أو طائر فوق حطام .
**
هذا كلّ شيء :
محض ترهات لظلّ أعرج ،
فلا حاجة للقلق . طالما يمكنني في هذه الليلة الحالكة
تقبيل حبيبتي ،
وكتابة قصيدة وأنا مغمض العينين .
أجل ، لا مبرر للقلق من أجل نظارة ضائعة ،
وعلبة دواء تتلاشى ،
وعلبة دواء تتلاشى ،
وحلقة مفاتيح ربما كانت قبل قليل على
المنضدة أو في جيب سترتي .
ربما
لأنني تعوّدت فقدان العديد من الأسماء في معارك غبية .
فأحيانا
ثمة كتاب يختفي فجأة من أرفف المكتبة ،
وولاعة سجائر تغادر بطريقة غامضة سطح
الطاولة ،
ويسقط رقم هاتف من قائمة الأسماء
وتنسحب فردة جورب من محراب حذائها في صباح مبكّر
وتختفي
ساعة اليد دونما سابق إنذار ،
فيما
لا أذكر ما إذا وضعتها على الكومدينو ، أم فوق رخامة الحمام .
يحدث
الأمر ذاته مع الأمشاط وقلامات الأظافر وفرش الأسنان .
وأيضا
مع خاتمي هو الآخر ، والذي حين افقده يجعلني أعاود نبش الأدراج ذاتها .
كل
هذه التفاهات الاعتيادية ، لا تعني شيئا لرجل متشرد في الألم ،
ففي نهاية المطاف لا شيء يدعو للحزن طالما ستظهر الأشياء الضائعة بعد حين
، وبمحض الصدفة ،
لأكتشف
أن الوقت الذي قتلته في البحث عن مقتنيات
صغيرة
يبدو أكثر سخرية وأنا أستسلم للضحك ،
وأنّ أيّ ارتباك هنا، سيعدّ ساذجا وأحمقا
كطفل يعاني من رهاب المرحاض ،
هزيمة رخيصة أمام الغائط .
لأنه حالما يعود التيار الكهربائي
سأدرك في بساطة شديدة الوضوح
أن
الظلام دليلنا لكرامة الضوء .
لأبدو
مرة أخرى أكثر حماسة وأنا أعالج الكلمات الضالة .
____
طرابلس . فجر الاثنين 21 يناير 2013