وسادة الراعي

وسادة الراعي
مدونة الشاعر: مفتاح العماري

الأحد، 7 يونيو 2015

الوردة وتاريخها



مفتاح العمّاري

__________________   الوردة وتاريخها





 ماذا يعني موتُ الشاعرِ يا شريكةَ صوتي
سوى غياب الضوءِ الأثير عن جهةِ الحلم
 وسماء المخيلة / 
حدوث خلل ما في العلاقة بين الوردةِ وتاريخِها /
انقطاع الكهرباء عن منزل الطمأنينة وقد استبدّ ت مواسمُ القتامِ
 بلغةِ العائلة /
وأيضاً إهمال الحديقةِ وتركها رهناً بدورات الغبار .
 موتُ الشاعر يا حبيبتي
 يشي باختفاء نضارة المعنى عن حياةِ لغةٍ بأسرها
 وقد أمست رهناً برفات الذاكرة ،
حيث ستفقد المعرفةُ زوّادةَ  السفر وهبةَ النار /
 وبعد حين ستضيع سلسلةُ مفاتيحنا ، وتتهشمُ العديدُ من البراهين
كالأكسجين والموسيقى وبصيرةِ الماء ،
أشياءٌ ناعمةٌ ورحيمةٌ  وضروريةٌ جداً لكي نستمرَ في كتابة رسائلنا
وهندسة خرائط عطرنا .
لكن عوضاً عن مديحِ الموت،
دعينا إكراماً للتفاؤل
 نقترحُ قصيدةً جامحةً تخرجُ من لدن رمادِها المبارك ،
لعلنا نتيحُ لأجنحةِ الحبرِ أن ترسمَ غيمةً حُبلى /
أو نطلق رماحَ وهمنا في أثرِ كلمةٍ ضائعة ،
 ثم ننتظرُ دونما سأم أن تهطلَ الألوانُ الطازجةُ  من شرفةِ الشمس ،
و تنزف الموسيقى من الشفاهِ الحارةِ ،
 أن يستيقظَ الأطفالُ كل صباحٍ وقد تنكبوا حقائب بهجتهم .
لأن الشاعرَ مهما تقرحت رئةُ خيالِه
سيظلّ مقيماٍ في هذه الرؤيا أو تلك ،
  يحفرُ في خزانةِ الروحِ  وطناً صغيرا ،
باذخاً بالأمنيات المترعة بكرامةِ النور .
موتُ الشاعرِ  يشيرُ إلى حياةٍ أخرى يا (موني) ،
يشيرُ إليكِ  يا سلطانةَ فقيدِها وأنتِ أكثر ضراوةً وعنادا ،
 تعتقين الدلالات الأصيلة ،
وتقطفين الصورَ النضرةَ من مجازِ عراجينها المرحة ..
تؤثثين فراغكِ اعترافاً بما يولد ،
وتهبين حبلكِ السريّ للمدينةِ ذاتها التي جوّعتك حقولُها ،
وما حصارك سوى عتقٍ إضافيّ لرئةِ المعنى
 يا رفيقةَ سرّ وملكةَ غيب .
 أنت قبرُ الشاعرِ ورحمُه ،
مهما تغضبين ستظلّ رحمتك تظلل تيهنا حتى نصحو ،
 وقد صرنا الروح والجسد ..
لأنك الوحيدة سهام القصيدةِ وقوسها ،
 أينما تنامين يستيقظ شعرُك مبلولاً ببخارِ الدلالاتِ الثريةِ ..
لا شيء يغيّبك عن مهرجان المستقبلِ ،
 لأنك المستقبلُ ذاته ..
وما من ريحٍ تهزّك أيّتها الشجرةُ إلا مشيئتك حين ترقصين ،
 مبتهجة لأمرٍ فيكِ ، لا في الريحِ التي خديعة نفسها..
لأن الشعرَ يقطنُ جنّة الروحَ ، لا خرائب الجسد ..
 وأنت حياةُ الشاعر ، لا موته /
ونحن حين نهتف يحيا الشعر ،

إنما نمجّدُ الوطنَ العظيمَ الذي يُؤوي الوردةَ وتاريخَها .