وسادة الراعي

وسادة الراعي
مدونة الشاعر: مفتاح العماري

الخميس، 12 مارس 2015

شجرة ..


مفتاح العمّاري 





كان  شجرة .
أهداني غصناً ، وقال : تَعَلّمْ .
فسهرتُ حدّ النسغ حتى تَرَبَّى ،
وصار في طورِ الشفقِ نهداً لأجملِ أُنثى .
**
حين كان القربُ عبادة
 لم أعرفه وهو قريبي .
وهبني اسماً  
وقال :  اسعى 
فمشيت .
وحين أعطاني درعاً
بُترت ساقي في الحرب ،
فأضحى عكازي من شجرِ حديقتِه
وظِلّي ينتسبُ إليه
ومقامي لا يهدأ
**
كلما أدركتُ عبادته
صار أنأى .
**
كما لو أن حواء  دست جمراً في عشّه
 ظلَّ طيلة دهرٍ يهذي ،
وأنا أُصغي  لصوتِ يديه
حتى أمست صورتُه رمادا
فلم أبصر من أثرِ الكلمات
 وهي بين ماء وطين  
غير مصائر وجهي
وقد صارت لغتي نصفين
 أو أكثر
 وأنا كالعادة وحدي أمشي  ،
  روحان في جسد 
الريحُ تشيرُ
والقارئُ يتعب  .
___
طرابلس الغرب  

14 أكتوبر 2014