كان شجرة .
أهداني غصناً ،
وقال : تَعَلّمْ .
فسهرتُ حدّ
النسغ حتى تَرَبَّى ،
وصار في طورِ
الشفقِ نهداً لأجملِ أُنثى .
**
حين كان القربُ عبادة
لم أعرفه وهو قريبي .
وهبني اسماً
وقال : اسعى
فمشيت .
وحين أعطاني درعاً
بُترت ساقي في الحرب ،
فأضحى عكازي من شجرِ حديقتِه
وظِلّي ينتسبُ إليه
ومقامي لا يهدأ
**
كلما أدركتُ عبادته
صار أنأى .
**
كما لو أن حواء دست جمراً في
عشّه
ظلَّ طيلة دهرٍ يهذي ،
وأنا أُصغي لصوتِ يديه
حتى أمست صورتُه رمادا
فلم أبصر من أثرِ الكلمات
وهي بين ماء وطين
غير مصائر وجهي
وقد صارت لغتي نصفين
أو أكثر
وأنا كالعادة وحدي أمشي ،
روحان في جسد
الريحُ تشيرُ
والقارئُ يتعب .
___
طرابلس الغرب
14 أكتوبر 2014