مفتاح العمّاري
___________ رحلة الشّنْفَرى ( 3 )
لماذا تأخذين يديك
وتتركين وجهي
وأنا من شدّة ولهي بك
صرت عن سواك أعمى
أكتبك بعيون الحكمة الضالة
بلغة مكسورة المقابض
كلماتها سخية بألوان لم توجد
يطوقها حبل معلّق
تقرضه فئران الندامات .
من ضفة لغم أناديك
يا بلاد الولائم
التي واحاتها مسقط حلم
ومرمى خيال
من وراء نافذة ضيقة
غادرتها طيورها
أرنو بلا جدوى
إلى البواخر وهي من دونك ترسو
بيد مضاءة أطيل النظر من بعيد إليك
وأطلق سراح عبيدي
يهيمون خلفك بمشيئتهم دون سياط
أنت مرضعتهم الأولى
أوصافك تثقل أحلامهم الصغيرة
وأكوابك تفيض بعصير التجارب
وشدو البساتين
من تخوم قرية نائية
حيث لا شيء يؤنّث
لا شيء أسمه نساء أو حدائق
مشفوعة برعشة الترقّب
ودهشة الحقائب الساخنة
مشغول أنا يا حبيبتي بالنظر
من بعيد إليك
أحرس فمك الصغير
مأخوذا بطقس أمومته
أحرس خيالك من عثرات المحبّين
وكتابك من تحريف الزنادقة
مشغول بك
أشتهيك منزوعة من المسامير
ليتبدّد شعرك متروكا لمشط البراري
وحرّة من قضبان الدفاتر
ليغدو جسدك على فطرته
بريئا من وشاية الخدم
ونزق المراهقين .
__
الرملة . شتاء 1996.