مفتاح العمّاري
_________________ مشيئة الوعل
منذ زمن قديم
أعني قبل أن نهب الوطن الأسماء والأحلام
والحدائق
كنتِ المرأة الوحيدة
التي تهبُ الشاعرَ
الكلمةَ النادرة
وتمنحه الحجرَ الغريبَ
الذي توّه الفلاسفة ،
والقمرَ الجديرَ بالأعياد والسفر .
كنتِ المرأة الوحيدة التي يُقال :
رحلة العاشق في كهولته ،
فأعطيتُ أجنحتَك بلاغةَ العلوّ
والحلمَ السخيّ الذي يُوصف :
حظ القبائل الثرية وغنائم الصيد
وهبة اللون الضائع ،
ومشيئة الوعل .
لكن نظرتكِ قد أنكرت طقسها
ولَمْ تعد تحفل
بسموِّ الطائر .
كل شيء فيكِ صار يبدّدُ نفسه
حتى أصابعكِ الطيبة
التي كانت منذ قليل تحرّكُ الضوءَ والألوان
وتعقدُ العطرَ والعسل
صارت شقيقة حجر ،
ووجهكِ الطفل تغيّر ماؤه
ولم يعد بيننا رسائل أو مواعيد ،
أو مطر ، لكي نأخذَ المدينةَ في حقائبنا
ونطرد الكبارَ من ألعابنا .
هكذا مضى كلّ شيء
دونما حكايات خجولة .
كأننا خسرنا بعضنا
ولم يعد بيننا ما ينتظر .
_____
الرملة . 5 نوفمبر 1999