مفتاح العمّاري
1
من شرفة شقتنا
في عمارات الكعب العالي
رأيت الجبلَ يدخن
المطر يغسل البساتين البعيدة
رأيت جاري المعتوه يحرث الشرفة ويغني بصوت
ثمل
رأيت زوجة الشرطي تغسل ثدييها بمطر الحديقة
تلك الشيطانة كانت حبيبتي .
2
كان ظلاً يتلاشى
وبيتاً غادرته الألوان
في ليلٍ ازرق
لا اثر له
هَاتفَ
الآنسة سين
قال : إنها تمطر .
ولم يُلمّح بفكرةِ غرفةٍ أو قطار .
فقط ، كان ذلك كافيا
لثلاث سنوات مبهجة .
3
فيما اشربُ قهوتي في الشرفة
على حافةِ ضوضاء شارع المعري
في الطابق الثاني من عمارةِ الصحافة
القديمة .
كآخر ساكنٍ يغادرُ الكلمات ،
بعد أن تلاشوا جميعا ، أو رحلوا
تاركين أمهاتهم .
كنت لا انتظر أحدا .
وحدي بثلاثة ظلال جريئة
افتحُ متنَ الليل
حيث تتربّى اللغاتُ الصبورةُ .
يظل الصمتُ أكثر رأفةً ، فيما هم يشيرون باستخفاف إليّ .
فيما قاماتهم محض قبعات مستعارة .
قلتُ : السماء ليست فكرتي
لا أحد كان يصغي .
لكن لماذا كانوا يقتفون اثري ،
فيما هم أشباه موتى .
_____
طرابلس خريف 2004
* من مجموعة ( ثكنات ) .