مفتاح العمّاري
___________ مِن يد الموناليزا *
في الحرب
كنت ألعب عند باب البحر
غافلا عن قذائف فرسان الملكة إيزابيلا .
في الحرب لم أحفل بأسماء رفاقي الذين ضيعوني
كنت عربيدا أعبّ النبيذ في خمارة قوس ماركوس ،
صعلوكا في (سوق الخبزة ) ابحث
عن سكين لمعالجة بطيخة ناضجة منحني إياها مزارع من سهل جْفَارَة .
لم أحزر حينها أن (مراد آغا) ورهطه من الأسرى
سيبنون قلعة حصينة
وبعد هزيمة فرسان القديس يوحنا
سيمكثون هنا أربعة قرون
حتى تتعفّن ترهاتهم في سقيفة
التاريخ
لهذا كلّما دخلت غرفة ( للْاحلومة
) لتنظيفها من البق والغبار
أحاذر مزاج الكسوف ،
وغدر يوسف باشا
الذي يتجول في ردهات القصر متنكرا بأردية الحريم .
لكن ماذا لو أتقنت رسم امرأة لها ثغر الموناليزا
عوضا عن تعلّم الكلاشنكوف ، وركوب
المدرعات
ماذا لو أجرينا تعديلا بسيطا على كتب التاريخ العربي وجردناها من كل
الفرسان الذين صنعهم خيالٌ مريض ،
وأوكلنا لزرياب وحده
تعبئة الفراغات التي تركتها
سنابكُ الخيل .
**
في يوم ما
كنت كلما مررت بمحاذاة قلعة
باب العزيزية
أتخيل حديقة بدلا من ثكنة .
والآن
بلادي ضاعت ، وأنا لم اعد ذلك الفتى
كل ليلة أحاول تدبير ممر آمن
للنوم
وأهمسُ لكِ
أعطني يد الموناليزا .
___
*مقتطفات من قصيدة للشاعر بعنوان : يد الموناليزا .
طرابلس
ديسمبر
2015