مفتاح العمّاري
شكرا أيتها المحنة ، قد
وهبتني الروح العظيمة التي تبتكرها هشاشة الجسد ،
شكرا للفقر الذي ما انفك ثراؤه يؤثث الفراغ . شكرا للجوع الباذخ الذي دلنا على رغيف الصبر فغدت الآلام سهوا لا وزن له ، للكتب الأصيلة والرديئة والتي بفضلها جميعا تعرفت على الكثير من الأسماء . لثكنات الجيش بسجونها ومراحيضها وساحاتها وجنودها الطيبين والماكرين والحمقي ، وضباطها السفلة ، شكرا لصحراء الجنوب والخنادق ، للصباحات المبكرة في كالابريا بنوافذها المرحة وهي تتقرّى عزلة جبال كاتنزارو الموحشة ، للوضاعة دونما ريب وقد أتاح تسلطها معرفة السمو عن كثب ، كإنصاف متأخر لترهات المرض التي جعلتنا نستمد الإعجاز من أبلغ العبارات وهنا ، للمستشفيات بلا استثناء في الوطن والغربة ، للجراحين الأدعياء والمهرة ، للممرضات الحنونات والقبيحات، للغرف الحميمة ، والباردة التي كلما ضاقت جدرانها اتسعت حجرات البدن ، وتأثث فراغ الوادي رحم الكلمات البريئة . شكرا للوفرة الطاردة التي يهبها الهامش صرامة التاريخ ومهابة المعنى ، فلم تعد الأسماء محض صمت يتململ تحت الغبار . شكرا للعتمة السخية ، وتلك النشيطة التي كشف نورها عن ضرورة الكوى واشراقة الضحك ... شكرا للخلوات المؤكسدة بثاني ميتا فيزياء الخوف والخرافات الرقمية ،وأساطير الغيلان الصديقة ، حيث يمضي الليل مشفوعا بنقيضه ، ثم شكرا، للأطفال الأصدقاء بألعابهم الثرثارة ، ودسائسهم البريئة ، للصحف الجادة والكاذبة والدعية ، للسفر الكارثي، للعواصف الخارجة عن قانون الريح ، للزلازل والآفات المبتكرة والأعاصير المبرمجة تبعا لتخمة الكواكب الحاكمة ، للشعر ، للنبيذ والحليب والماء والملح ، شكرا لحروب الفضائيات السعيدة وهي تنمو بضراوة شرهة لكي تعلمنا كيف نتوق لحرائق أكثر بردا وسلا ما .
شكراً أيّها الخلص ، والحمقى الأوفياء ، الطيبون النبلاء ، الفرسان المغاوير ، الأبطال والشعراء المتمردون الطيعون ، لقد اكتشفت الكثير من النقائض و الإشارات ، ورأيت ما لم ير .
شكراً طرابلس ، كان حليب رحمتك طيبا وسخيا ، وماؤك المالح لا يضاهى .
شكرا للربيع الذي كشف عيوبنا وأطلق سراح الحيوان فينا فغدونا شتاتا ، وهذا من فضل الثورات الخفية ، ثورات الذبح والنهب والخراب .
شكرا للحرب ، وللذين تهدمت بيوتهم وفقدوا أطرافهم ثم هتفوا : شكرا لأننا مازلنا أحياء .
شكرا لكل الأعوام التي انقضت، والتي تأتي ولا تأتي . لكل شيء تطلقه البيوتُ والمداخن والنفايات ، لرائحة الخبز والطبخ وقهوة الصباح وهذيان الأحلام التائهة . شكرا لمن ساهم في إطلاق سراح هذه المدونة .
شكرا لإمبراطوريات المجتمع الافتراضي كآخر معقل للمهذراين والأغبياء وهم يحصون في بلادة غريبة قوائم المتابعين ونقرات الإعجاب ، فطوبى لصنّاع التوحّد وآخر مبتكرات العزلة حيث العالم رهن الأصابع الطائشة وغويات الصدف الغشيمة .
وأخيرا شكرا لكل شيء ، بما في ذلك سماسرة الثورات ودهاقنة السياسة ، وتجار الحروب ، وحثالة الأنتلجنسيا من المناضلين الأشاوس ، نهابي الفرص كآخر مبتكرات للغائط . والمجد لك أيتها المرأة الحبيبة التي بلمسة واحدة تخترعين معجزة الحياة . شكرا للحب وكل الصدف التي هيأتني لتكريم وردة بين فخذي حياة مارقة ،
وللعطر كيفما كان ، عابرا أو مقيما في ذاكرة الوسائد والصور .
شكرا للفقر الذي ما انفك ثراؤه يؤثث الفراغ . شكرا للجوع الباذخ الذي دلنا على رغيف الصبر فغدت الآلام سهوا لا وزن له ، للكتب الأصيلة والرديئة والتي بفضلها جميعا تعرفت على الكثير من الأسماء . لثكنات الجيش بسجونها ومراحيضها وساحاتها وجنودها الطيبين والماكرين والحمقي ، وضباطها السفلة ، شكرا لصحراء الجنوب والخنادق ، للصباحات المبكرة في كالابريا بنوافذها المرحة وهي تتقرّى عزلة جبال كاتنزارو الموحشة ، للوضاعة دونما ريب وقد أتاح تسلطها معرفة السمو عن كثب ، كإنصاف متأخر لترهات المرض التي جعلتنا نستمد الإعجاز من أبلغ العبارات وهنا ، للمستشفيات بلا استثناء في الوطن والغربة ، للجراحين الأدعياء والمهرة ، للممرضات الحنونات والقبيحات، للغرف الحميمة ، والباردة التي كلما ضاقت جدرانها اتسعت حجرات البدن ، وتأثث فراغ الوادي رحم الكلمات البريئة . شكرا للوفرة الطاردة التي يهبها الهامش صرامة التاريخ ومهابة المعنى ، فلم تعد الأسماء محض صمت يتململ تحت الغبار . شكرا للعتمة السخية ، وتلك النشيطة التي كشف نورها عن ضرورة الكوى واشراقة الضحك ... شكرا للخلوات المؤكسدة بثاني ميتا فيزياء الخوف والخرافات الرقمية ،وأساطير الغيلان الصديقة ، حيث يمضي الليل مشفوعا بنقيضه ، ثم شكرا، للأطفال الأصدقاء بألعابهم الثرثارة ، ودسائسهم البريئة ، للصحف الجادة والكاذبة والدعية ، للسفر الكارثي، للعواصف الخارجة عن قانون الريح ، للزلازل والآفات المبتكرة والأعاصير المبرمجة تبعا لتخمة الكواكب الحاكمة ، للشعر ، للنبيذ والحليب والماء والملح ، شكرا لحروب الفضائيات السعيدة وهي تنمو بضراوة شرهة لكي تعلمنا كيف نتوق لحرائق أكثر بردا وسلا ما .
شكراً أيّها الخلص ، والحمقى الأوفياء ، الطيبون النبلاء ، الفرسان المغاوير ، الأبطال والشعراء المتمردون الطيعون ، لقد اكتشفت الكثير من النقائض و الإشارات ، ورأيت ما لم ير .
شكراً طرابلس ، كان حليب رحمتك طيبا وسخيا ، وماؤك المالح لا يضاهى .
شكرا للربيع الذي كشف عيوبنا وأطلق سراح الحيوان فينا فغدونا شتاتا ، وهذا من فضل الثورات الخفية ، ثورات الذبح والنهب والخراب .
شكرا للحرب ، وللذين تهدمت بيوتهم وفقدوا أطرافهم ثم هتفوا : شكرا لأننا مازلنا أحياء .
شكرا لكل الأعوام التي انقضت، والتي تأتي ولا تأتي . لكل شيء تطلقه البيوتُ والمداخن والنفايات ، لرائحة الخبز والطبخ وقهوة الصباح وهذيان الأحلام التائهة . شكرا لمن ساهم في إطلاق سراح هذه المدونة .
شكرا لإمبراطوريات المجتمع الافتراضي كآخر معقل للمهذراين والأغبياء وهم يحصون في بلادة غريبة قوائم المتابعين ونقرات الإعجاب ، فطوبى لصنّاع التوحّد وآخر مبتكرات العزلة حيث العالم رهن الأصابع الطائشة وغويات الصدف الغشيمة .
وأخيرا شكرا لكل شيء ، بما في ذلك سماسرة الثورات ودهاقنة السياسة ، وتجار الحروب ، وحثالة الأنتلجنسيا من المناضلين الأشاوس ، نهابي الفرص كآخر مبتكرات للغائط . والمجد لك أيتها المرأة الحبيبة التي بلمسة واحدة تخترعين معجزة الحياة . شكرا للحب وكل الصدف التي هيأتني لتكريم وردة بين فخذي حياة مارقة ،
وللعطر كيفما كان ، عابرا أو مقيما في ذاكرة الوسائد والصور .