مفتاح العماري
حتى لم يعد لديّ ما يكفي من الكلمات
حتى الآن
قد شطرت العديد من المعاجم بحثا عن شيء أتوهم بأنني ضيعته أثناء سقوطي من سلّم
الطفولة ، كحادث عابر في أول الأمر .
**
في يوم ما قلت :
لا وجود للشعر بعيدا عن منازل
النساء .
في يوم ما أيضا كنت عربيدا
، حين كتبت قصيدة " رجل بأسره يمشي وحيدا "
**
لكن عندما غرقتُ في النثر ،
استأثرتُ بموتي ولم أصرخ كما يتردد في
مقاهي النميمة .
**
حتى هذه الساعة قد تجاوزت
بصمت العديد من الثكنات تاركا أطلال الوجع وخرائبها الدامية تستغيث بظلي، وأبيّ
الذي مات قبل أربعة وأربعين شتاءً . متجاهلا كل معاركي الصاخبة مع الجراحين
والممرضات وسائقي الإسعاف .
**
غير نادم بالطبع حين
سلّموني ( كلاشنكوف) وحملوني إلى جبهات
الجنوب . ولا أخشى من تفسّخ تاريخي في صحراء
صبورة ، ربيت مكرها على مهل .
**
صحيح : قد تعبت ،
صحيح : فقدتُ جزاء كبيرا
من مشيتي ، وتعذّر عليّ استعادة خطواتي الرشيقة
وضحكتي الأولى عندما كنت
اقفز بخفة من مدينة إلى أخرى :
صحيح : كل امرأة أعطيها أسماً ، حتى لم يعد لدي
ما يكفي من الكلمات .
لهذا ظلت قصائدي الأخيرة دونما عناوين .
اتركها تتخبط داخل صناديق
مهجورة
حتى تتساقط حراشفها وتفقد ذاكرتها النشيطة .
**
لهذه الأسباب وغيرها
سأتشبث بحبكِ
تاركا خلفي فوضى المستشفيات وأشلاء الألم .