وسادة الراعي

وسادة الراعي
مدونة الشاعر: مفتاح العماري

الأربعاء، 9 مارس 2016

كلّ امرأة اعطيها اسماً..

مفتاح العماري 




حتى لم يعد لديّ ما يكفي من الكلمات



حتى الآن قد شطرت العديد من المعاجم بحثا عن شيء أتوهم بأنني ضيعته أثناء سقوطي من سلّم الطفولة ، كحادث عابر في أول الأمر .
**
 في يوم ما قلت :  
لا وجود للشعر بعيدا عن منازل النساء .
في يوم ما أيضا كنت عربيدا ، حين كتبت قصيدة " رجل بأسره يمشي وحيدا "

**
لكن عندما غرقتُ في النثر ، استأثرتُ بموتي ولم أصرخ كما يتردد  في مقاهي النميمة .
**
حتى هذه الساعة قد تجاوزت بصمت العديد من الثكنات تاركا أطلال الوجع وخرائبها الدامية تستغيث بظلي، وأبيّ الذي مات قبل أربعة وأربعين شتاءً . متجاهلا كل معاركي الصاخبة مع الجراحين والممرضات وسائقي الإسعاف .
**
غير نادم بالطبع حين سلّموني ( كلاشنكوف)  وحملوني إلى جبهات الجنوب . ولا أخشى  من تفسّخ تاريخي في صحراء صبورة ، ربيت مكرها على مهل  .
**
 صحيح : قد تعبت ،
صحيح : فقدتُ جزاء كبيرا من مشيتي ، وتعذّر عليّ استعادة خطواتي الرشيقة
وضحكتي الأولى عندما كنت اقفز بخفة من مدينة إلى أخرى :
 صحيح : كل امرأة أعطيها أسماً ، حتى لم يعد لدي ما يكفي من الكلمات .
 لهذا ظلت قصائدي الأخيرة دونما عناوين .
اتركها تتخبط داخل صناديق مهجورة
 حتى تتساقط حراشفها وتفقد ذاكرتها النشيطة .
**
لهذه الأسباب وغيرها سأتشبث بحبكِ

 تاركا خلفي فوضى المستشفيات وأشلاء الألم .